لقد نجح بعض الفتيان في قلب شجرة التعاليم الإسلامية فجعلوا الفروع الخفيفة جذوعها أو جذورا، وجعلوا الأصول المهمة أوراقا تتساقط مع الرياح!. وشرف الإسلام أنه يبني النفس على قاعدة «قد أفلح من زكاها وقد خاب من دساها» وأنه يربط الاستخلاف في الأرض بمبدأ «الذين إن مكناهم في الأرض أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر ****وأنا أتوجه إلى أمراء الجماعات الدينية الأكارم، والى الأوصياء الكبار على تراث السلف أن يراجعوا أنفسهم كي يهتموا بأمرين: أولهما: زيادة التدبر لآيات القرآن الكريم. وآخرهما: توثيق الروابط بين الأحاديث الشريفة ودلالات القرآن القريبة والبعيدة، فلن تقوم دراسة إسلامية مكتملة ومجدية إلا بالأمرين معا..

بصوت 17 قارئ

الأربعاء، 1 ديسمبر 2010

وثائق سربها موقع ''ويكيليكس'' تفضح عدالة باريس قضاة فرنسيون تودّدوا لأمريكا على حساب جزائريين


الأمريكيون يشككون في نزاهة القاضيين جون لويس بروغيير وجون فرنسوا ريكار

فضحت وثائق أمريكية سرية، كشف عنها الموقع الإلكتروني ''ويكيليكس''، تودد قضاة فرنسيين لدبلوماسيين أمريكيين، من خلال تحقيقات ''غير مكتملة'' أدين فيها ''جزائريون دون أدلة'' في قضايا تتصل بالإرهاب، وتدين الوثائق الجديدة بشكل صريح القاضي الشهير جون لويس بروغيير الذي أمسك بين يديه عشرات الملفات (على علاقة بالإرهاب)، يزعم فيها تورط جزائريين.

كشفت صحيفة ''لوموند'' الفرنسية، إحدى الصحف الخمسة عالميا التي حصلت على حق نشر وثائق سرية عن موقع ''ويكيليكس''، معلومات عن تفاصيل بخصوص جزء من التعاون الفرنسي ـ الأمريكي في مجال مكافحة الإرهاب، وضمن الملف وجدت قضايا لجزائريين تدّعي الوثائق أن قضاة فرنسيين استغلوها للتودد للأمريكيين. ويقر دبلوماسيون أمريكيون، في برقية سرية، باحتمال كبير لبراءة الجزائري جمال بغال.
وتشير برقية مؤرخة في سنة 2005 أن الأمريكيين يشككون في مصداقية التحقيق الفرنسي في قضية جمال بغال، وتقول البرقية إن ''جون فرنسوا ريكار (قاض فرنسي حقق في قضية بغال) يقول بأن الأدلة (ضد بغال وضد معاونيه) غير كافية في الحقيقة لإدانته، ولكن يعتبر بأن مصالحه تحققت بفضل سمعتها''. ويقصد الأمريكيون أن القاضي الفرنسي يرى أنه كسب شهرة ومصلحة من إدانة بغال في خضم الحملة الدولية ''ضد الإرهاب''.
وقد اعتقل بغال في 2001 في دولة الإمارات العربية المتحدة، وهو في طريقه نحو فرنسا بعد فترة طويلة، وفقا للفرنسيين، من المكوث في باكستان وأفغانستان، واتهم بعلاقة غير واضحة بمفتي الجماعات الإرهابية الأردني عمر محمود عثمان أبو قتادة، والفرنسي المغربي الأصل زكريا الموسوي. لكن مقرّبين من جمال بغال تحدثوا، في وقت سابق، عن ''مؤامرة'' استهدفته من الفرنسيين.
كما أشار الدبلوماسيون الأمريكيون بعد محادثات في ماي 2005 مع مستشار بوزارة الداخلية الفرنسية، إلى أن في فرنسا ''معيار الدليل في التواطؤ الإرهابي ضعيف، بالنسبة لباقي القضايا الجنائية''. كما أكدت ذات الوثائق تردد قضاة فرنسيين مختصين في مكافحة الإرهاب على السفارة الأمريكية بباريس، وتسببوا في كشف تحقيقات فرنسية سرية. وذكرت الوثائق الأمريكية كلا من القاضي جون لويس بروغيير، وكذا جون فرنسوا ريكار. وتتهم برقية مؤرخة في 17 مارس 2005 قضاة فرنسيين مكلفين بالتحقيقات في قضايا على صلة بالإرهاب، بأنهم بعيدون عن النزاهة، وعقلت ''هم يعملون في عالم آخر غير ذلك المتعلق بباقي العدالة''.
وعرض الموقع الإلكتروني وثيقة أخرى عن دبلوماسي أمريكي في باريس، يتحدث فيها عن رأي الفرنسيين بخصوص الترحيل الذي تم للمعتقل السابق في غوانتنامو، الجزائري لخضر بومدين، ثم جزائري آخر هو صابر لحمر إلى فرنسا، بعد موافقة الأخيرة على مساعدة أوباما على إغلاق المعتقل. وكتب الدبلوماسي الأمريكي في جانفي 2009 أن ''باريس مستعدة لعمل شيء أكبر من مجرد استقبال معتقل سابق، لكنهم (الفرنسيون) يتحدثون عن صعوبات وجب لإزالتها أن تتعاون أجهزة الاستخبارات الأمريكية في تقديم المزيد من المعلومات عن المعتقلين''، مضيفا أن باريس تريد ''أيضا تقييم المرشحين الآخرين، لأنها تخشى رد فعل الرأي العام حول أسباب قبول فرنسا باستقبال معتقلين خطيرين''

موقع ويكيليكس يبدأ باطلاق مخاطبات سرية للسفارات الامريكية

الاحد 28 نوفمبر 2010

http://cablegate.wikileaks.org/static/gfx/WL_Hour_Glass_small.png

بدأ موقع ويكيليكس هذا المساء بنشر 251,287 برقية كانت قد تسربت من السفارات الامريكية والتي تعد اكبر حزمة وثائق سرية تطلق الى العلن.

المنظمة تقول بان الوثائق ستمنح الشعوب حول العالم رؤية فريدة لنشاطات الحكومة الامريكية على صعيد السياسة الخارجية . البرقيات التي يبدأ تاريخها منذ عام 1966 وصولا الى شهر فبراير من هذه السنة تحتوي على مخاطبات سرية بين 274 سفارة امريكية موزعة حول بلدان العالم وبين وزارة الخارجية الامريكية في واشنطن دي سي. 15,652 وثيقة منها مصنفة على انها برقيات سرية.

قال المتحدث جوليان اسنج "تكشف الوثائق عن قيام الولايات المتحدة الامريكية بالتجسس على حلفائها وعلى الامم المتحدة وعن قيامها بالتغاضي عن الفساد الاداري والاعتداءات على حقوق الانسان في الدول التي ترتبط معها بمصالح وتكشف كذلك عن صفقات سرية مع دول يفترض انها محايدة وممارسة ضغوط من الشركات الامريكية وتدابير تتخذ من قبل دبلوماسيين لدفع اؤلئك الذين يستطيعون الوصول اليهم"

"اطلاق هذه الوثائق يكشف التناقض بين ما يطرحه الامريكان في العلن ومايقولونه خلف الابواب المغلقة وكذلك يبين كشف الوثائق عن انه اذا كان المواطنون في ظل الديمقراطية يريدون من حكومتهم ان تعكس امانيهم فان عليهم كمواطنون ان يطالبوا بمعرفة ماذا يجري خلف الستار".

واضاف بان "كل طفل يدرس في المدرسة بان جورج واشنطن-اول رئيس للبلد- لايستطيع ان يقول كذبة. لو كانت اداراة خلفائه عاشت تحت نفس المبدء فان سيل وثائق اليوم سوف لن يكون الا حرجا بسيطا" "وبدلا من ذلك حذرت الحكومة الامريكية حكومات – حتى حكومات فاسدة اداريا - حول العالم من الوثائق المسربة القادمة وابلغتها بان عليها ان تستعد لتتعرض لذلك"

وعلى خلاف الوثائق التي اطلقتها ويكيليكس سابقا , عندما نشرت كميات كبيرة من الوثائق دفعة واحدة, فان المنظمة ستطلق وثائق السفارات على شكل مراحل " ستطلق برقيات السفارات على شكل مراحل خلال الاشهر القليلة المقبلة . موضوعات تلك الوثائق على درجة من الاهمية وتشكل انتشارا جغرافيا واسعا, هذا ما علينا فعله وان لم نفعل فلن تحقق العدالة من تلك الوثائق.

"نحن نعيرها للشعوب التي تثق بنا وبتوثيقنا للتاكد من توفر الوقت لهم ليكتب عنها, تعليقات عليها ونقاشات واسعة في العلن , انه لشيء مستحيل ان تطلق مئات الاف من الوثائق مرة واحدة. ولذلك سنقوم باطلاق الوثائق بشكل تدريجي خلال الاسابيع والاشهر القادمة."

"بينما تكشف الوثائق سخرية الدبلوماسية المروعة والاعتداء ففي الحقيقة ان تلك المعلومات المسربة تظهر بان هناك اناس جيدون وشجعان في داخل الحكومة يؤمنون بالشفافية وبسياسة خارجية اكثر اخلاقية. وهم يبحثون عن اصلاح المؤسسات التي يعملون فيها , وهو الهدف الذي كما كشفت الوثائق المسربة في غاية الاهمية لكل المواطنيين في كل البلدان. وما بيان اليوم يظهر بان اولئك الشجعان ليسوا عاجزين ولكن رد فعل العالم على تلك البرقيات هو الذي سيقرر الى اي مدى ستؤدي من التغيير."

"خلال الاسابيع القادمة سنتمكن من الحكم على الاجواء السياسية في عشرات الدول من خلال رد فعلهم. هل سيدخلون في حملات قمع والهاء ام انهم سيستغلونها فرصة للاصلاح؟" ارقام مهمة:

الرقم الكلي 251,288 وثيقة , تضم 261,276,536 (تعادل سبع اضعاف مدونات" حرب العراق" ما كان يعد اكبر عملية تسريب معلومات سرية في العالم) قراءة شخص للبرقيات لاعداد اطروحة دكتوراه واحدة تستغرق منه 70 عاما لقرأة كل الملفات.

البرقيات تغطي من تاريخ 28 ديسمبر 1966 الى 28 فبراير 2010 وجمعت من 274 سفارة وقنصلية وملحقية دبلوماسية.

طبقا لنظام تصنيف الخارجية الامريكية فان الموضوعات تكرارا في المناقشات هي:
- العلاقات السياسية الخارجية 145,451

- شؤون الحكومة الداخلية -122,896
- حقوق الانسان -55,211
- 49,044 الضروف الاقتصادية-
- الارهابيون والارهاب -28,801
- الامم المتحدة مجلس الامن -6,532
- العراق هو اكثر بلد تدور النقاشات حوله -15,365 (البرقيات التي اتت من العراق6,677)
- السفارة في انقرة-تركيا هي السفارة التي ارسلت اكبر عدد من البرقيات-7,918
- اوامر ارسلت من دوائر وزارة الدولة 8,017 يبلغ عدد البرقيات المصنفة على انها سرية 15,652 وعدد البرقيات المصنفة على انها شخصية 101,748 وهناك 133,887 برقية غير مصنفة من حيث درجة الكتمان اوالسرية -

السبت، 27 نوفمبر 2010

إلياس زرهوني يكشف :غادرت الجزائر لأنها أهملتني ورفضت فرنسا لأنها استعمرت بلادي


image

هكذا‭ ‬اختار‭ ‬الرئيس‭ ‬الأمريكي‭ ‬بوش‭ ‬‮"‬ابن‭ ‬ندرومة‮"‬‭ ‬بدلا‭ ‬من‭ ‬علماء‭ ‬بلاده‭!‬

صرح البروفيسور الجزائري الشهير الياس زرهوني، في برنامج بثته قناة الجزيرة يوم أمس عن حياته الشخصية، أن سبب هجرته لأمريكا وتفضيله بلاد العم سام عن التوجه نحو فرنسا كعادة معظم الجزائريين والمغاربة، جاءت تطبيقا لوصية والده الذي قال له يوما، أن الفرنسيين مارسوا‭ ‬الحڤرة‭ ‬على‭ ‬الجزائريين،‭ ‬طيلة‭ ‬حياتهم،‭ ‬‮"‬فلا‭ ‬تذهب‭ ‬لتتعاون‭ ‬معهم‭ ‬أبدا،‭ ‬أو‭ ‬لتتعلم‭ ‬عندهم‮"‬‭.‬

  • اعترافات إلياس زرهوني ضمن برنامج "موعد مع الهجرة" تضمنت الكثير من المفاجآت، التي ربما يطلع عليها الرأي العام للمرة الأولى، علما أن الدكتور زرهوني الذي أسّس خمس شركات طبية في أمريكا، منذ هجرته لها عام 1975، شغل أيضا منصب المدير السابق لمعهد الصحة الأمريكي، الذي يعد أكبر منشأة طبية في العالم، بميزانية تفوق الـ30 مليار دولار سنويا. وفي هذا الصدد، عاد زرهوني، ابن مدينة ندرومة في تلمسان، إلى طريقة اختياره من طرف الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش الإبن، لمنصب رئيس المعهد، عام 2002، حيث قال أن لجنة البحث التي تم تشكيلها لاختيار المدير الجديد، اقترحت ثلاثة أسماء، بينها، اسمين لعالمين أمريكيين كبيرين، أما الثالث، فقال أعضاء اللجنة للرئيس بوش، أنه عالم جزائري، ولد هناك، وتعلم هنا، واستطاع أن يقدم الكثير في مجال التصوير الإشعاعي، وهو ما شجع الرئيس بوش لاختياره مباشرة، قائلا‭ ‬لأعضاء‭ ‬لجنة‭ ‬البحث،‭ ‬‮"‬هذا‭ ‬ما‭ ‬تبحث‭ ‬أمريكا‭ ‬عنه،‭ ‬شخص،‭ ‬يأتي‭ ‬من‭ ‬بعيد‭ ‬ليساهم‭ ‬في‭ ‬تطويرها‮"‬؟‭!‬
  • وقال البروفيسور إلياس زرهوني، وهو أب لثلاثة أبناء، ومتزوج من طبيبة جزائرية، مختصة في طب الأطفال، أنه قرر الاستقرار في أمريكا، لأن هذه الأخيرة وضعته في الصف الأول، في الوقت الذي وضعه بلده الأصلي الجزائر، في الصف الأخير، مبينا أن بداية التفكير في هجرته تمت عقب‭ ‬استشارته‭ ‬لعميد‭ ‬كلية‭ ‬الطب‭ ‬في‭ ‬الجزائر‭ ‬وقتها،‭ ‬قائلا‭ ‬له،‭ ‬من‭ ‬موقع‭ ‬الناصح‭ ‬الأمين‭: ‬‮"‬إن‭ ‬أردت‭ ‬الهجرة،‭ ‬فعليك‭ ‬بأمريكا‭ ‬وجامعاتها‮"‬‭.‬
  • زرهوني، أكد أن البلدان العربية، فقدت رغبتها في التفكير، متذكرا كيف أنه تفاجأ خلال اليوم الأول بتواجده في معهد الصحة بأمريكا، أن زملاءه، أخذوه إلى المكتبة الضخمة للمعهد، وأطلعوه على الكتب المتواجدة فيها، وكان أبرزها وأهمها على الإطلاق، كتاب الحاوي في الطبّ للعالم المسلم أبو بكر الرازي.. وهو الأمر الذي حرك الكثير من الأحاسيس المختلطة في نفسية العالم الجزائري البارز، الذي تحدث بلهجة جزائرية متقنة، لم تبددها السنوات، أنه لا يستطيع ربما العودة للبلدان العربية، وفي مقدمتها الجزائر، لأن الميزانية التي تضعها واشنطن‭ ‬تحت‭ ‬تصرفه،‭ ‬تمثل‭ ‬مجموع‭ ‬ميزانيات‭ ‬عدة‭ ‬دول‭ ‬عربية‭ ‬مجتمعة،‭ ‬كما‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬الأخيرة‭ ‬في‭ ‬نظر‭ ‬البروفيسور‭ ‬زرهوني،‭ ‬لا‭ ‬تشجع‭ ‬العلم‭ ‬ولا‭ ‬التكنولوجيا،‭ ‬عكس‭ ‬ما‭ ‬هو‭ ‬عليه‭ ‬الأمر‭ ‬في‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية‭.‬
  • للإشارة، فإن البروفيسور الياس زرهوني الذي تحدث عنه عدد من الأطباء الأمريكيين بكثير من الفخر والإعجاب، هو أب لثلاثة أبناء، أكبرهم، محام، والثانية، طبيبة، في حين أن الإبن الأصغر، مايزال يدرس بأمريكا، ويريد أن يكون رساما. وقال أطباء، تضمن البرنامج شهادات على لسانهم في حق الدكتور زرهوني، أن هذا الأخير، سيحدث انقلابا في الطب المستقبلي، عن طريق الأبحاث التي يقدمها، ويجريها، ومن بينها تحديدا، استعماله التصوير الإشعاعي في علاج سرطان الثدي، وغيرها من أنواع السرطانات، وهو الأمر الذي قال الدكتور زرهوني للبرنامج ذاته، أنه‭ ‬سيكون‭ ‬بمثابة‭ ‬الثورة‭ ‬في‭ ‬عالم‭ ‬الطب‭ ‬خلال‭ ‬السنوات‭ ‬القليلة‭ ‬المقبلة‭.‬

الاثنين، 25 أكتوبر 2010

من الأحق بفلسطين العرب، أم اليهود؟

الشيخ البشير الإبراهيمي :
ومن مسائل الصراع التي اختلقها الصهاينة: (من الأحق بأرض فلسطين: العرب، أم اليهود؟)، فكيف عالج الخطاب الإبراهيمي هذه الفرية؟ إنه - بالطبع - يستغرب هذا الادعاء فيقول: "ما بال هذه الطائفة تدعي ما ليس لها بحق، وتطوى عشرات القرون لتصل - بسفاهتها - وعد موسى بوعد (بلفور) وإن بينهما لمداً وجزراً من الأحداث، وجذبا، ودفعا من الفاتحين. ما بالها تدعي إرثا لم يدفع عنه أسلافها غارة بابل، ولا غزو الرومان، ولا
عادية الصليبيين، وإنما يستحق التراث من دافع عنه وحامى دونه". فما الأدلة على أحقية العرب والمسلمين بهذه الأرض، وسفاهة ادعاء بني صهيون؟ نسوق أدلته منتزعة من نصوص مقالاته، محافظين على نصاعة تعبيره وإشراق بيانه الذي ارتفع به لمنازل أمراء البيان العربي:

- يقول: "ما دافع بابلَ إلا انحسار الموجة البابلية بعد أن بلغت مداها، وما دافع الرومانَ إلا عمر والعرب وأبطال اليرموك وأجنادين، وما دافع الصليبَ وحامليه إلا صلاح الدين وفوارس حطين".

- "إن العرب على الخصوص، والمسلمين على العموم، حرروا فلسطين مرتين في التاريخ، ودافعوا عنها الغارات المجتاحة مرات، وانتظم ملكهم إياها ثلاثة عشر قرنا".

- "لو أن السيوف الإنجليزية أغمدت، والذهب الصهيوني رجع إلى مكانه، وعرضت القضية على مجلس عدل وعقل لا يستهويه بريق الذهب ولا يرهبه بريق السيوف، لقال القانون: إن ثلاثة عشر قرنا كافية للتملك بحق الحيازة، وقال الدين: إن أحق الناس بمدافن الأنبياء هم الذين يؤمنون بجميع الأنبياء، وقال التاريخ: إن العرب لم ينزعوا فلسطين من اليهود، ولم يهدموا لهم دولة قائمة، ولا ثلوا لهم عرشا مرفوعا، وإنما انتزعوها من الرومان، فهم أحق بها من كل إنسان".

- ويقول: "إن فلسطين أرض عربية لأنها قطعة من جزيرة العرب، وموطن عريق لسلائل من العرب، استقر فيها العرب أكثر مما استقر فيها اليهود، وتمكن فيها الإسلام أكثر مما تمكنت اليهودية، وغلب غليها القرآن أكثر مما غلبت التوراة، وسادت فيها العربية أكثر مما سادت العبرية".

- وفي الدليل الأخير يقول: "ويقولون إن فلسطين منسك الأديان السماوية الثلاثة، وإنها قبلة لأهل تلك الأديان جميعا، فإن كان ما يقولون حقا - وهو حق في ذاته - فإن أحق الناس بالائتمان عليها العرب، لأنهم مسلمون، والإسلام يوجب احترام الكتب والكتابيين، ويوجب الايمان بجميع الأنبياء والمرسلين، ويضمن إقامة الشعائر لليهود والمسيحيين، لا اليهود الذين كذبوا الأنبياء وقتلوهم، وصلبوا - بزعمهم - المسيح الصادق، وشردوا حوارييه من فلسطين، وكفروا بمحمد بعدما جاءهم بالبينات".

الحق أن تنازع الأدلة في القضية لا يكاد يخرج عن هذه الأدلة التي رجّح بها الإبراهيمي وجه الحق الشرعي والعقلي والتاريخي فيها، كما أن دليلا واحدا من هذه الأدلة كاف لوضع الأمور في نصابها، لكن المؤامرة أكبر من صحة وصدق الأدلة، ومقارعة الحجج للحجج.

الخميس، 27 مايو 2010

تبـّا لمثقفين يرفعون المجرور وأكاديميين ينصبون الفاعل!



كتبت قبل فترة مقالا هجائيا بحق الحكام العرب بعنوان "متى يتعلم الحكام العرب اللغة العربية؟" وبعدها بمدة كتبت مقالاً نقدياًً بحق مدرسي اللغة العربية بعنوان "مدرسو اللغة العربية ألد أعدائها"، فثارت ثائرة بعضهم دون أن يعلموا أن مقالي إياه هو أول الغيث، فالخير للأمام إن شاء الله.

واليوم لا بد من فضح بعض مثقفينا وكتابنا المزعومين الذين يضربون بالنحو عرض الحائط، ولا يكلفون أنفسهم عناء تعلم أبسط قواعد اللغة.

ولنتساءل أولا: هل يمكن أن يكون المثقف مثقفا، والأكاديمي أكاديميا إذا كان يرفع المنصوب ويجر الفاعل وينصب المجرور؟ أليست اللغة وعاء الفكر؟ متى يعلم المثقف أو الإعلامي أو الأكاديمي العربي أن الحديث بلغة عربية هزيلة نحوا وصرفا يقلل كثيرا جدا من قيمة المتحدث، لا بل يجعله مهزلة أمام جمهوره؟ صحيح أن معظم حكامنا يتقنون لغة الضاد كما أتقن أنا اللغة الهيروغليفية، لكن ذلك يجب أن لا يكون بأي حال من الأحوال عذرا للمثقفين والأكاديميين والمتحدثين العرب الذين يظهرون في وسائل الإعلام، أو يلقون محاضرات أو يشاركون في مؤتمرات.

حضرت قبل فترة محاضرة لفنانة تشكيلية عربية، وقد قامت بتقديمها للحضور أكاديمية عربية تحمل شهادة الدكتوراه، وتدّرس في إحدى الجامعات العربية. وكم شعرت بالإحراج وأنا أستمع إلى تلك الدكتورة وهي تقترف مجازر لغوية أثناء تقديمها للفنانة التشكيلية. فقد نظرت في وجوه بعض الحضور وقد امتلأت سخرية وتهكما على تلك الدكتورة وهي تتفنن بالإساءة إلى اللغة العربية، فمرة ترفع المبتدأ وتنصب الخبر، ومرة تجر المبتدأ والخبر معا، ومرة تجر الخبر وتنصب المبتدأ. ومرة تنصب المجرور. ومرة تجر الفاعل، ومرة تكسر الفعل المضارع، ومرة تضم الفعل الماضي بخفة متناهية دون أن يرمش لها جفن خجلاً أو ترددا، ناهيك عن لفظ بعض الكلمات كما لو كانت سنسكريتية. فقد كانت "الدكتورة" تطحن اللغة العربية بثقة واسترسال عز نظيره. يا الله ألا تعرف تلك الدكتورة أن أحرف الجر تجر الكلمة التي تليها إلا عندما تكون ممنوعة من الصرف فتـُجر بالفتح عوضا عن الكسر؟ ألا تعرف أن "إن وأخواتها" تنصب الاسم، وترفع الخبر؟ ألا تعرف قاعدة "كان وأخواتها" البسيطة جدا التي ترفع المبتدأ وتنصب الخبر، أي عكس قاعدة إن وأخواتها؟ ألا تعرف أن الفعل الماضي يكون دائما مفتوحا، والمضارع مضموما، والأمر ساكنا؟ إن هذه القواعد البسيطة لا يستغرق تعلمها منا أكثر من سويعات. لكن مع ذلك، فلا يتجثم مثقفونا عناء تعلمها كي يحترموا ذواتهم، ويجنبوا أنفسهم سخرية المستمعين. ألم يقل أحد الطلاب أو الطالبات لمدرستهم إياها إنك جاهلة بأبسط قواعد اللغة يا دكتورة؟ ألا تخجلين من نفسك؟ كيف تقبلين أن تعلمي الطلاب بلغة عربية مضحكة؟ ألا تعلمين أن المعلومات المقدمة بلغة جيدة تصل إلى المتلقين بطريقة أفضل بكثير؟ ألا تعلمين أن الأفكار الجيدة لا بد أن تـُقال بلغة حسنة، وإلا فقدت الكثير من قيمتها وهيبتها؟

وقبل فترة استمعت إلى محاضرة لرئيس مكتبة عربية شهيرة جدا، فراح ذلك "الفطحل" يتحدث في محاضرة له بلغة عربية ليست ركيكة فحسب بل مفعمة بالأخطاء اللغوية الرهيبة جدا، مثله في ذلك مثل الدكتورة آنفة الذكر. فتساءلت: كيف يريد منا ذلك البروفسور الذي تواجهنا صوره في معظم التلفزيونات والصحف والمجلات أن نحترمه إذا كان غير متقن لأبجديات اللغة؟ كيف يكتب مقالاته التي ينشرها في الصحافة العربية؟ ألا يخجل أن يصحح له المدققون اللغويون كل كلمة يكتبها؟ تبا لك أيها البروفسور المزعوم!

وفي السياق ذاته، حضرت منذ مدة مؤتمرا شارك فيه "نخبة" من المثقفين والكتاب والإعلاميين والخبراء، فواجهت المشكلة ذاتها إلى حد أن أحد المفكرين خرج غاضبا من الجلسة مطالبا المشاركين أن يحترموا اللغة العربية، فهذا خبير استراتيجي "عظيم" لا يميز المنصوب من المجرور، ولا الفاعل من المفعول، ناهيك عن أنه كان يرفع معظم الكلمات بخفة عجيبة، وكأنه كان يحاول إقناعنا بأن كل الكلمات العربية يمكن أن تكون مضمومة. ثم لحق به كاتب عربي مشهور فراح ينصب ويجر ويرفع على هواه. وكم تمنيت لو أنه لفظ رقما واحدا من الأرقام التي استشهد بها في المؤتمر بطريقة صحيحة، فكان يؤنث المؤنث، ويذكــّر المُذكر على عكس القاعدة اللغوية، كأن يقول مثلاً: جاء خمس رجال، وجاءت خمسة نساء، والعكس صحيح طبعا. وحدث ولا حرج عن تفننه في التبشيع بالممنوع من الصرف، فكل الكلمات عنده يمكن جرها بالكسرة، وكل الكلمات يمكن تنوينها بغض النظر عن كونها ممنوعة من الصرف أو لا.

هل سمعتم يوما كاتبا أو أكاديميا أو إعلاميا بريطانيا أو أمريكيا يستخدم are محل is أو am أو ينسى إضافة ing للفعل المضارع؟ بالطبع لا، فهذه قواعد بسيطة جدا لا يمكن أن ينتهكها حتى تلاميذ المدارس في الغرب، فما بالك بالمثقفين والأكاديميين. أما عندنا فيمكن أن ترى أكاديميا أو كاتبا عربيا يخطئ في تشكيل جملة بسيطة للغاية من قبيل: "ذهب الطالب إلى المدرسة"، فبدلا من رفع الطالب، يكسره أو يفتحه. أما المدرسة فتكون محظوظة لو لم تتعرض للنصب. كله عند العرب صابون لغويا.

وذات مرة حضرت مؤتمرا، فقام مقدم الحفل بتقديم سيدة عربية تحمل عشرات الألقاب والمهمات، لكنها عندما بدأت بالحديث استغرب الكثيرون تدني مستواها اللغوي إلى حد أنني اعتقدت للحظات أنها كانت تقدم لنا مجموعة من الأخطاء اللغوية الفادحة لا أكثر ولا أقل. وكم شعر الجمهور بالغبطة عندما تعثرت خطاها وهي تنزل من المنصة فسقطت على الأرض، فهمس الجالس إلى جانبي ساخرا: هذا جزاؤك على الإجرام بحق أحرف الجر أيتها الأمية!.

والغريب في الأمر أن "المثقفين والأكاديميين" الذين يرتكبون جرائم بشعة بحق اللغة العربية يتباهون في الآن ذاته وهم يتحدثون أمام الجمهور بلغاتهم الأجنبية وخاصة الانجليزية، فينطقونها دون أية أخطاء لفظية أو قواعدية. وكم أشعر بحزن شديد عندما أقابل في بعض الندوات كوادر وقيادات عليا من مختلف المجالات وهم يعتذرون عن تدني مستوى لغتهم العربية، ثم يطلبون منك أن تستمع إليهم وهم يتحدثون لغة أجنبية.

لو كنت مكان الجامعات العربية لأجريت امتحان لغة عربية لكل الأساتذة الجدد في كل الاختصاصات نظرا لأميتهم اللغوية. أما بخصوص الأساتذة القدامى فعليهم بدورهم أن يخضعوا لامتحان لغة حتى لو اشتعل شعرهم شيبا. وكل من يرسب عليه التوقف عن التدريس حتى يتعلم أبجديات اللغة.

لقد أثبتت دراسة أكاديمية حديثة بأن ضيوف البرامج الحوارية في التلفزيونات العربية يكونون أكثر تأثيرا وإقناعا عندما يستخدمون اللغة العربية الفصحى. كما أثبتت أيضا أن المشاهدين يفضلون المتحدثين الفصحاء أكثر من المتحدثين الذين يستخدمون العامية أو اللغة العربية المكسرة، حتى لو لم يكن أولئك المشاهدون يعرفون قواعد اللغة العربية، لا بل إنهم يحترمون مستخدمي الفصحى كثيرا، بينما يميلون إلى الاستخفاف بالضيوف الذين يلحنون، ويستهزئون بهم.

سحقاً لمثقفين وأكاديميين يجهلون ألف باء اللغة العربية! والله عيب عليكم! استحوا على شيبتكم!