لقد نجح بعض الفتيان في قلب شجرة التعاليم الإسلامية فجعلوا الفروع الخفيفة جذوعها أو جذورا، وجعلوا الأصول المهمة أوراقا تتساقط مع الرياح!. وشرف الإسلام أنه يبني النفس على قاعدة «قد أفلح من زكاها وقد خاب من دساها» وأنه يربط الاستخلاف في الأرض بمبدأ «الذين إن مكناهم في الأرض أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر ****وأنا أتوجه إلى أمراء الجماعات الدينية الأكارم، والى الأوصياء الكبار على تراث السلف أن يراجعوا أنفسهم كي يهتموا بأمرين: أولهما: زيادة التدبر لآيات القرآن الكريم. وآخرهما: توثيق الروابط بين الأحاديث الشريفة ودلالات القرآن القريبة والبعيدة، فلن تقوم دراسة إسلامية مكتملة ومجدية إلا بالأمرين معا..

بصوت 17 قارئ

الجمعة، 27 أبريل 2007

التدين المغشوش


التدين المغشوش



تاريخ النشر: الجمعة 27 ابريل
2007
تاريخ الحلقة: 8/4/2007
القرضاوي في الشريعة والحياة




1-الدين والتدين والفرق بينهما

2-التدين المطلوب ومظاهره

3-التدين المغشوش والفرق بينه وبين النفاق

4-مشاركات المشاهدين

عبد الصمد ناصر: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وأهلا بكم إلى برنامج الشريعة والحياة يقول الله سبحانه وتعالى بسم الله الرحمن الرحيم قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * لا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ(الأنعام:162-163) صدق الله العظيم هذه الآية الكريمة تحدد مدلول للتدين الحقيقي الذي أمر به المسلم غير أن الواقع يشهد وجود أشكال عدة للتدين حسب الاتجاهات وبحسب الثقافات وبحسب مبلغ الناس من العلم. غير أن ثمة شكلا آخرا من التدين يمكن تسميته بالتدين المغشوش الذي أحال الدين إلى ترنيمة موت بعد أن كان أنشودة حياة أو قصره على جزء من الحياة دون آخر أو قصره على المسجد فإذا غادر أبوابه تغيرت سلوكه فكيف ينعكس التدين في الأداء وفي التحصيل وفي القلب واللسان مع الله والخلق بأجمعهم؟ وكيف يكون التدين للحياة كما لما بعد الموت؟ ولماذا يقف بعض المتدينين عند المظاهر والقشور؟ وما هي مشكلات التدين اليوم وكيف نعالجها؟ إذاً التدين المغشوش هو موضوع حلقة اليوم من برنامج الشريعة والحياة مع فضيلة العلامة الدكتور يوسف القرضاوي مرحبا بك من جديد فضيلة الشيخ.

يوسف القرضاوي: مرحبا بك يا أخ عبد الصمد.

عبد الصمد ناصر: يا أهلا وسهلا حمدا لله على السلامة. بداية فضيلة الشيخ لو حددنا مفهوم الدين والتدين وفرقنا بينهما؟

يوسف القرضاوي: نعم؟

الدين والتدين والفرق بينهما

عبد الصمد ناصر: لو حددنا مفهوم الدين والتدين وفرقنا بينهما ماذا تقول فضيلة الشيخ؟

يوسف القرضاوي: بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا وإمامنا وأسوتنا وحبيبنا رسول الله وعلى آله وصحبه ومن اتبع هداه وبعد فإن الدين هو جوهر الوجود وهو روح الحياة والإنسان من غير دين ضائع في هذه الدنيا ولذلك كان الدين أمرا عاما في تاريخ البشر لم يخلُ مجتمع من المجتمعات أيا كان نصيبه من المدنية وربما كان مجتمع بدوي ربما كان مجتمع همجي بدائي لكنه لم يخل من الدين كما قال أحد المؤرخين قد وجدت في التاريخ مدن بلا حصون ومدن بلا مدارس ومدن بلا قصور ولكن لم يوجد في التاريخ مدن بلا معابد هذا يشير إلى أن الدين شيء أساسي في حياة البشر يتعلق بالفطرة البشرية، الدين في معناه العام هو الاعتقاد أو الإيمان بقوة غيبية علوية لها هيمنة على البشر يخضع الناس لها ويشعرون بالافتقار إليها ولذلك يبتهلون لها ويقدمون لها صور من التنسكات والعبادات والقرابين إلى آخره، هذا المعنى العام الذي يشترك في الديانات الكتابية والديانات الوثنية، فهذا معنى من معاني الدين والدين أيضا له معنى آخر باعتباره منهج يوجه الناس إلى سلوك معين كما عرفنا ذلك بعض علماء المسلمين إذ قال الدين وضع إلهي سائق للناس باختيارهم إلى الصلاح في الحال والمآل وضع إلهي يعني منهج يعلم الناس فهذا هو الدين، التدين بقى هو الالتزام بالدين، الالتزام بأحكام الدين وتعليمات الدين، بأوامره ونواهيه فهذا هو التدين أن يظهر أثر الدين يظهر أثر هذا المنهج في حياة الناس وفي علاقاتهم وفي سلوكياتهم..

عبد الصمد ناصر: طيب يعني هناك ألفاظ تستخدم في هذا السياق فضيلة الشيخ نستخدم التدين العبادة والالتزام بغيرها هل هناك فرق بينها أم أنها كلها تفيد معنى واحد؟

يوسف القرضاوي: التدين، العبادة، الالتزام لا هو العبادة هي جزء أساسي من الدين كل دين لابد أن يكون فيه تعبد ما والقرآن الكريم يقول وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْأِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ(الذريات:56) فالتعبد ده شيء أساسي ولكن التعبد يختلف من دين لآخر، بعض الأديان تهتم بالجوانب الطقوسية وهذه العبادة وبعضها يهتم بالجوانب السلوكية، الإسلام يعتبر العبادة أمر واسع كما يقول شيخ الإسلام ابن تيمية العبادة كل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأفعال فتشمل العبادة الشعائر التعبدية مثل الصلاة والصيام والحج والعمرة وإلى آخره وتشمل الأعمال الصالحة التي يصلح بها الفرد وتصلح بها الجماعة وتصلح بها الروح ويصلح بها العقل ويصلح بها الإنسان فردا ومجتمعا، فهذا العبادة ولكن العبادة على كل حال يعني إذا نظرنا إليها من ناحية الشعائر جزء من الدين يمكن كلمة التدين وكلمة الالتزام يكادان يتفقان في المفهوم لأن التدين معناها هو أن تلتزم بما أمر به الدين وما نهى عنه الدين فالتدين والالتزام ينتهيان إلى ماصدق أو معنى واحد في النهاية.

عبد الصمد ناصر: بعض المفكرين فضيلة الشيخ رأوا أن الصحوة الإسلامية قدمت مفهوما جديدا للتدين هو التدين الشامل إذا شئنا أن نقول تدين له رسالة ينشد التغيير الشامل ما تعليقكم على هذا الرأي؟

يوسف القرضاوي: لا إذا قصدنا الصحوة الإسلامية المعاصرة التي بدأت منذ السبعينيات في القرن الماضي.. القرن العشرين فلا نقول إنها هي التي قدمت لا هذا المفهوم يعني أسبق من هذه الصحوة الإسلامية قدمه المصلحون والمجددون منذ محمد عبده ورشيد رضا ووسع ذلك وعمقه وشهره وأذاعه الإمام حسن البنا في مصر وفي العالم العربي والإمام المودودي في شبه القارة الهندية فهؤلاء دعوا إلى التدين الشامل والتدين الإيجابي والتدين الذي يشمل الحق والقوة وكما عبّر عنه الإمام حسن البنا بأنه عبادة وقيادة وصلاة وجهاد ومصحف وسيف وحق وقوة.

عبد الصمد ناصر: نعم هذا المقصود فضيلة الشيخ.

يوسف القرضاوي: وثقافة وقانون إلى آخره المعنى الذي يشمل.

عبد الصمد ناصر: نظام شامل.

يوسف القرضاوي: قبل الصحوة الإسلامية وهو المفهوم الصحيح للتدين لأن ليس ما لا يقبل من الإنسان أن يدعي التدين لأنه مثلا فقط يقيم الصلاة أو يتلو القرآن أو يذكر الله كثيرا ولكنه لا يقيم وزن للأخلاق للفضائل لحسن التعامل مع الناس هذا لا يقبل هذا الناس حتى العامة يقولون عن مثل هذا الشخص اللي هو يعني يتظاهر بالتقوى ويدعي الصلاح ولكنه أعماله تكذبه يقول لك لسانه يسبح وأيده تذبح أو يصلي الفرض ويفسد في الأرض كما قال المعري في شعره إذا رام كيداً بالصلاة مقيمها فتاركها عمدا إلى الله أقرب، إذا كان يريد إنه بس يتظاهر بالصلاة ليغري الناس ويخدعهم ويضحك عليهم قال لك تارك الصلاة أفضل من هذا.

عبد الصمد ناصر: عمدا أقرب إلى الله منه.

يوسف القرضاوي: فتاركه عمدا إلى الله أقرب.

التدين المطلوب ومظاهره

عبد الصمد ناصر: نعم الآية التي افتتحنا بها فضيلة الشيخ الحلقة قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (الأنعام:162) هذه الآية تتحدث عن دين شامل نسأل هنا كيف نحن يمكننا أن نستجيب للدين لهذا التدين المطلوب وما مظاهره في الواقع؟

يوسف القرضاوي: هذه الآية قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (الأنعام:162) تبين أن التدين الحقيقي هو الذي يجعل الإنسان كله لله يعني الله سبحانه وتعالى لا يحب التبعيض إنه يأخذ بعض من الإنسان والبعض للطاغوت لا الإنسان لابد أن يكون كله لله قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي (الأنعام: من الآية 162) كما قال ابن عطاء الله قال إن الله لا يحب القلب المشترك ولا العمل المشترك العمل المشترك لا يقبله والقلب المشترك لا يقبل عليه لا يحب الشركة من عمل.. عمل يبتغي فيه غيري..

عبد الصمد ناصر: النية لله الخالصة نعم..

يوسف القرضاوي: فليذهب يأخذ أجره ممن عمل له إنما ربنا يريد العمل خالصا لوجهه لله رب العالمين..

عبد الصمد ناصر: النية الكاملة..

يوسف القرضاوي: إنما المشاركة ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً رَجُلاً فِيهِ شُرَكَاءُ مُتَشَاكِسُونَ وَرَجُلاً سَلَماً لِرَجُلٍ(الزمر: من الآية29) في عبد له سيد واحد يعرف إيه اللي يرضيه وإيه اللي يسخطه إيه اللي يحبه وإيه اللي يكره فعارف يعني كيف ينقذ ما يرضيه هذا السيد وكيف يبتعد عن ما.. وفي واحد عنده شركاء هو عبد الأكثر من واحد وللأسف أن هؤلاء الشركاء متشاكسون يعني مش متفقون يعني واحد يقول له شرق والثاني يقول له إيه غرب واحد يقول له روح يمين والثاني يقول له روح شمال فالله يريد العبد الذي يكون خالص له لا يشرك به أحد ولا يشرك به شيء، فهذه يعني آفة المسلمين في عصرنا الحالي هو عملية الازدواج إن الواحد نصفه مسلم ونصفه غير مسلم، نصفه للدنيا ونصفه للآخرة، مسلم يعني في المسجد وإذا خرج من المسجد أصبح شأن آخر مسلم في رمضان وإذا خرج رمضان أصبح..

عبد الصمد ناصر: إنسان آخر..

يوسف القرضاوي: مسلم في رحلة الحج وإذا عاد إلى بلده.. لا المسلم مسلم في كل أحيانه في كل أزمانه في كل أماكنه وَلِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ(البقرة: من الآية115) ولذلك أوصى النبي سيدنا أبي ذر فقال "أتق الله حيثما كنت" في أي مكان كنت تكن تقوى الله مصاحبة لك إنما في واحد مثلا هو في بلده متقي الله يروح يطلع لندن ولا باريس ولا حاجة يبقى زي ما يقولوا على حل شعره..

عبد الصمد ناصر: يصبح شخص آخر.

يوسف القرضاوي: لا أحد يعرفني لا المسلم مسلم والمؤمن مؤمن والملتزم ملتزم أينما كان..

عبد الصمد ناصر: نعم كما قلت فضيلة الشيخ إذا كان التدين الحقيقي الصحيح هو كل ما يرضي الله سبحانه وتعالى من أقوال وأفعال تصدر عن هذا العبد فكيف ينعكس هذا التدين الصحيح في علاقة المسلم بالله تعالى وبالخلق؟

يوسف القرضاوي: آه التدين الصحيح ينعكس في علاقة المسلم بربه وفي علاقته بالناس ابتداء بأسرته بجيرانه بمجتمعه بأمته بالإنسانية جمعاء بل بغير الإنسان بالحيوان وبالكون بالبيئة التدين يظهر في هذا كله أول ما يظهر.. يظهر في علاقة الإنسان المؤمن العابد المخلص لربه المحب له الراضي عنه الراجي لرحمته الخائف من عذابه كما قال تعالى: أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِداً وَقَائِماً يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ(الزمر: من الآية9) هذا هو المسلم يعيش في حياة توازن بين الرجاء والخوف وهو في علاقته بالناس مؤدي للحقوق حقوق الناس لا يأكل مال أحد ولا يأكل حق أحد ولا يضيع يعني مال أحد ولا يعتدي على حرمة أحد هو الناس يعيشون في خيره ويسلمون من شره كما عرف النبي المسلم.. قال "المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده والمؤمن المؤمن من أمنه الناس على أموالهم وأعراضهم" فهو مصدر سلام مسلم مصدر سلام لمن حوله والمؤمن مصدر أمان لكل من حوله، الناس يأمنون يعني ولذلك النبي يقول "ليس بمؤمن من لا يأمن جاره بوائقه" من يخاف جاره من شره ليس هذا من الإيمان في شيء المؤمن الحقيقي والمتدين الحقيقي الذي يأمن جاره بوائقه بل بالعكس اللي جاره يعتبره حارس له لو سافر يعتبره هو أمين على أهله أمين على أولاده أمين على ماله أمين على داره هذا هو المؤمن الحق..

عبد الصمد ناصر: والنبي .

يوسف القرضاوي: وهو مش بس الإنسان حتى مع الحيوان الإيمان والتدين يظهر في الرحمة بالحيوان حتى بالكلاب حتى بالحيوانات رحمتكم بالحيوان أمر معروف..

عبد الصمد ناصر: نعم فضيلة الشيخ يعني هذا..

يوسف القرضاوي: "ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء" حتى بالبيئة يحسن إلى البيئة لا يقطع شجره من غير.. لا يذبح طائرا عبثا كما قال النبي "مَنْ قَتَلَ عصفوراً عبثاً، عجَّ إلى الله يوم القيامة، يقول: يا ربِّ إنَّ فلاناً قتلني عبثاً، ولم يقتلني منفعةً" يعني مش ذبحه عشان يأكله لا قعد يرمي بس..

عبد الصمد ناصر: زي الأطفال..

يوسف القرضاوي: يلعب وكأن المخلوقات دي لا قيمة لها ولا لأرواحها..

عبد الصمد ناصر: إذاً هذه فضيلة الشيخ هذه الصورة المشرقة الحقيقية للتدين الصحيح للمسلم والمؤمن التقي الذي يتدين بالشكل المطلوب لنسمع عينة من أراء الناس حول نظرتهم للتدين من مجموعة من الدول العربية لنتابع.

مشارك أول: المتدين هو من شكله أولا من كلامه من تعامله.. من تعامله مع الناس الدين المعاملة.

مشارك ثان: أولا من تصرفاته من معاملته مع الناس هل إذا كان مثلا ده معاملته كويسة أو مش كويسة من هنا ابتدأ أن أنا أحكم عليه إذا أنا أحكم عليه وأنا ما تعاملتش معه.

مشاركة أولى: في تعاملاته مع الناس يبقى أقل حاجة خالص يبقى إنسان صادق ما يكذبش يحترم الناس اللي أمامه حتى لو اختلفوا معه في الرأي يحترمه اختلافهم ده معه يحترم حرية كل شخص في إنه هو يعتنق اللي هو عاوزه..

مشارك ثالث: هو أن واحد يتقي ربنا يمشي بما يرضي الله يتقي نفسه في عمله في بيته في أن هو يصلى يعبد ربنا كويس مش التطرف..

مشاركة ثانية: بيبقى من شكلياته ومن ذوقه ومن كلامه ومن طيبته من إنسانيته إنه و يساعد الناس الغلابة بس يساعد على حق يعني مش يساعد مثلا كده عشان ربنا يخلص له ذنبه يخلص له حاجة لا..

مشارك رابع: الملتزم دينيا الذي يتبع كتاب الله وسُنّة رسوله..

مشارك خامس: وجهه فيه إيمان يطلع فيه متدين مليح ويطلع فيه إيمان واللي يحكي مانه متدين يعني مانه عنده دين يحكي بالذات الكلام الذرت..

مشارك سادس: ياللي ما بيكذب على الناس ياللي صادق هو دائما ياللي يحاول يساعد الناس..

مشارك سابع: طبعا الملتزم يكون عم ينعكس على أعماله تنعكس على تحركاته اليومية تنعكس على معاملته مع الناس..

مشارك ثامن: الرجل الملتزم والمتدين هو الرجل الذي يخدم المجتمع هي علاقة إنسانية وأخلاقية عالية وعلاقته مع ربه ودينه علاقة كمان عالية وملتزمة..

مشارك تاسع: بده يحضر دروس دينية بده يحضر حلقات دينية بده يحضر وين مثلا الشيخ المقتدي فيه مثلا بيروح يحضره وين ما كان يكون..

مشاركة ثالثة: الالتزام يعني التدين والتدين يعني الالتزام بس طبعا الالتزام له مفهوم معين مو ضروري بس بالدين لازم يكون بكل شيء وبدها تكون هي أخلاقه هي المقياس طبعا أنا بأرجع للأخلاق بكل شيء.

التدين المغشوش والفرق بينه وبين النفاق

عبد الصمد ناصر: آراء للناس من مصر ولبنان وسوريا حول مفهوم التدين الصحيح ربما نلخصها في القول بأن التدين الصحيح حسب هؤلاء أن التدين هو عبادات ومعاملات وليس الفصل بينهما لو تحدثنا فضيلة الشيخ عن موضوع هذه الحلقة التدين المغشوش لأن البعض قد يستغرب حديثنا عن التدين المغشوش ماذا نقصد أو ماذا نعني بالتدين المغشوش أو متى يكون التدين مغشوشا؟

يوسف القرضاوي: هي كلمة مغشوش تعني إيه؟ إن الشيء يكون مزوق الظاهر، فاسد الباطن، النبي عليه الصلاة والسلام لما ذهب إلى السوق واحد يبيع قمح وبعدين الرسول وضع يده في القمع فوجد القمح في الداخل مبلول فقال "ما هذا يا صاحب الطعام قال أصابته السماء" يعني المطر نزل عليه قال هلا جعلته يعني من فوق أظهره للناس إنما تخلي المبلول تحت واللي فوق.. يعني هذا وبعدين قال من غش أو.. "من غشنا فليس منا" فتزويق الظاهر مع خراب الباطن هو هذا هو الغش وهذا يحدث أيضا في التدين إن واحد يتظاهر بالصلاح وبالتقوى ولابس عمامة ولحية طويلة أو ثوب قصير من الأشياء التي هي من مظاهر التدين أو المبالغة حتى في التدين ولكن هذا الشخص تجده من ناحية أخرى عاق لوالديه قاطع لرحمه مسيء إلى جيرانه غاش في بيعه وتجارته غير محسن لعمله فظ غليظ القلب مع الناس قاسي على الآخرين لا يرحم ولا يسامح يعني فيه الصفات السيئة ليس فيه أخلاق المؤمن. المفروض أن التدين الحقيقي يظهر في أخلاق الشخص النبي حينما مدحه ربه قال وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ(القلم:4) لأن أبرز ما يتجلى فيه الإيمان الخلق وحينما سألت السيدة عائشة عن خلق النبي فقالت كان خلقه القرآن يعني إذا كانت عاوز تعرف أخلاقه أفتح المصحف أقرأ أوصاف المتقين في أوائل سورة البقرة أو المؤمنين في أوائل سورة الأنفال أو في أوائل سورة المؤمنين أو عباد الرحمن في سورة الفرقان إلى آخره، من أراد أن يعرف أخلاقه يقرأ هذه الآيات يتجلى له الخلق النبوية والمسلم الحق هو الذي أتخذ من رسول الله أسوة حسنة لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ(الأحزاب: من الآية21) فهو قرآني الأخلاق محمدي الأخلاق هذا هو المتدين الحقيقي..

عبد الصمد ناصر: نعم ما الفرق فضيلة الشيخ إذاً هنا بين التدين المغشوش والنفاق؟

يوسف القرضاوي: هو التدين المغشوش ضرب من النفاق لأن النفاق العملي.. النفاق قسمان فيه نفاق عقدي وهو النفاق الأكبر ونفاق عملي وهو النفاق الأصغر النفاق الأصغر هو نفاق الأخلاق ثلاث يعني أعطوا المنافق ثلاث "إذا حدث كذب وإذا وعد أخلف وإذا أؤتمن خان" أو أربعة من كان فيه كان منافقا خالصا وإن صلى وصام وزعم أنه مسلم وذكر برضه "إذا حدّث كذب وإذا أؤتمن خان وإذا عاهد غدر وإذا خاصم فجر" هذا هو النفاق وهو ده نفسه التدين المغشوش الذي يظهر للناس شيء ويبطن شيء آخر في نفسه فالتدين المغشوش له يعني معنيان الغش في الفهم سوء الفهم أو سوء السلوك فأحيانا الإنسان يكون غش التدين عنده لأنه سيئ الفهم للدين يخلط بين الأشياء بعضها لا يميز بين العقائد والأعمال، لا يميز بين الكبائر والصغائر، لا يميز بين الفرائض والنوافل، لا يميز بين المحرمات والمكروهات، لا يميز بين المختلف فيه والمتفق عليه. بالعكس نجده يعني يهتم بالمختلف فيه قبل المتفق عليه يهتم بالنوافل قبل الفرائض، يهتم بالأشياء المكروهة يعني قبل الأشياء المحرمة الأشياء اللي اختلف فيها العلماء يعمل عليها معارك الغناء الكذا النقاب مسألة الثوب وتقصيره يأتي بالأحاديث اللي تجعل تقصير الثوب ده من قصر ثوبه فهو في نار جهنم إلى آخره وينسى الأحاديث الأخرى ففي يعني هذا الشخص الغش هنا يأتي في سوء فهمه للإسلام وعدم فقهه في هذا الدين..

عبد الصمد ناصر: هذا غش غير مقصود طبعا؟

يوسف القرضاوي: فقه نسميه فقه الموازنات وفقه الأولويات وفقه المآلات ينقصه هذا كله..

عبد الصمد ناصر: هذا غش عن جهل وليس عن قصد؟

يوسف القرضاوي: عن جهل هناك بعض العلماء يسمي هذا التدين المغلوط إنه غلط الشيخ الغزالي يمكن يسميه أحيانا التدين المغلوط، الأستاذ فهمي هويدي له كتاب اسمه التدين المنقوص يعني الذي لم يأخذ الصورة الكاملة للإسلام فهذا يعني غش في الفهم وأحيانا يكون الغش في السلوك وهذا له مظاهر كثيرة إنه الإنسان يهتم بالقشور قبل أن يهتم باللباب يعنى بالنوافل قبل أن يعنى بالفرائض وعلمائنا الراسخون قالوا إن الله لا يقبل النافلة حتى تؤدى الفريضة وقالوا من شغله الفرض عن النفل فهو معذور ومن شغله النفل عن الفرض فهو مغرور فهذا ينشغل أحيانا بالأشياء التافهة عن الأشياء الأساسية..

عبد الصمد ناصر: أو على الأقل يعني الأهم..

يوسف القرضاوي: تجد مثلا واحد يذهب إلى العمرة يعني كل سنة..

عبد الصمد ناصر: ولم يحج..

يوسف القرضاوي: ومع هذا عليه ديون للناس لا يسددها يظلم الموظفين الذين عنده والعمال الذين عنده يبقى يأتي العامل يقول له أنا لي خمسمائة ريال شوف خمسمائة ريال لا تطعم ولا تغني من جوع ومع هذا لا يعطيه هذا والرسول يقول "أعطوا الأجير أجره قبل أن يجف عرقه" فتجده يظلم وهو يذهب إلى العمرة كل يوم يا سيدي مش عاوزينك تعتمر، أعطي الحقوق إلى أهلها قبل كل شيء، هناك أشياء كثيرة تعتبر من التدين المغشوش ومن علامات التدين المغشوش إن لا يظهر أثر العبادات على أخلاقه وسلوكياته..

عبد الصمد ناصر: على الجوارح وعلى السلوك..

يوسف القرضاوي: الصلاة المفروض إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ(العنكبوت: من الآية45) لا نراه انتهى عن الفحشاء ولا عن المنكر زي ما قلت لك الناس يقولوا لسانه يسبح وأيده تذبح يصوم ومع هذا لا يصوم عن اللغو والرفث النبي يقول "من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه"، "رب صائم ليس له من صيامه إلا الجوع ورب قائم يقوم الليل وليس له من قيامه إلا السهر"..

عبد الصمد ناصر: ومن لم تنهه صلاته عن الفحشاء والمنكر فلا صلاة له..

يوسف القرضاوي: فلا صلاة له حديث ضعيف..

عبد الصمد ناصر: سنواصل الحديث فضيلة الشيخ عن أنواع التعبد وأشكاله وعن التدين المغشوش ولكن بعد أن آخذ فاصل نواصل بعد الفاصل مشاهدي الكرام فابقوا معنا.

عبد الصمد ناصر: السلام عليكم ورحمة الله وأهلا بكم من جديد في برنامج الشريعة والحياة موضوع هذه الحلقة حول التدين المغشوش فضيلة الشيخ تحدثنا عن تعريف التدين المغشوش وقلنا إنه ضرب من ضروب النفاق كما قلت فضيلة الشيخ يعني وهذا التدين بشكل عام يتنوع بتنوع الاتجاهات السائدة هناك حديث تدين الصوفية والتدين السلفي تدين كما يصطلح عليه الآن المودرن وغير ذلك ما هو الموقف فضيلة الشيخ من هذا التدين وهذا التنوع وكيف نصنفه في سياق الحديث عن التدين المغشوش؟

يوسف القرضاوي: قد يكون المرء يعنى صوفيا ولكن ليس كل صوفي مغشوش الدين فيه من الصوفية من يكون تدينه سليما وملتزما وواقفا عند حدود الله وعند سُنن رسول الله صلى الله عليه وسلم وعند كتاب الله وهناك من يدعي الصوفية ولكن بينه وبين الصوفية الحقيقية مراحل ومراحل الصوفية أمر..

عبد الصمد ناصر: روحي..

يوسف القرضاوي: يتعلق بالقلب قبل كل شيء يعني هو من أهم ما يميز التدين الحقيقي عن التدين المغشوش أنه التدين المغشوش يحرص على الظاهر ولا يحرص على طهارة الباطن والنبي يقول إن الله لا ينظر إلى صوركم ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم والقرآن يقول يَوْمَ لا يَنْفَعُ مَالٌ وَلا بَنُونَ * إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ(الشعراء:88-89) سليم من الشرك سليم من النفاق سليم من الرياء سليم من الأحقاد سلم الكبر سليم من الرذائل هذا القلب السليم والقلب المنيب مَنْ خَشِيَ الرَّحْمَنَ بِالْغَيْبِ وَجَاءَ بِقَلْبٍ مُنِيبٍ(قّ:33) فالأهم أعمال القلوب ولذلك الصوفيون الحقيقيون يقولون العبرة بأعمال القلوب لا بأعمال الجوارح ويركزون على هذا يقولون طاعات القلوب أهم بكثير بكثير جدا من طاعات الجوارح ومعاصي القلوب أخطر بكثير وكثير من معاصي الجوارح معصية إبليس كانت من معاصي القلوب معصية آدم كانت من معاصي الجوارح ولذلك سرعان ما تاب آدم منها وَعَصَى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَى* ثُمَّ اجْتَبَاهُ رَبُّهُ فَتَابَ عَلَيْهِ وَهَدَى(طـه:121-122) إنما دكها لأنها أبى واستكبر استكبر قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ (الأعراف: من الآية12) وقف يتحدى الألوهية يعني فالتدين المغشوش هو الذي يعنى بظواهر الأعمال ولا يعنى بما في القلب أن يعمر قلبه بتقوى الله النبي أشار إلى صدره وقال "التقوى ها هنا التقوى ها هنا التقوى ها هنا" القرآن يقول ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ(الحج:32) ليس المهم هو المظهر قد يكون المظهر خادعا ولكن المهم هو الجوهر فالتدين الصوفي الحقيقي يعني أحد الصوفية سئل ما حقيقة التصوف فقال كلمتين الصدق مع الحق والخلُق مع الخلق هذا هو التصوف الصدق مع الحق أي مع الله تبارك وتعالى والخلق مع الخلق أو كما عبر بعضهم قال التقوى للخالق والإحسان إلى الخلق وإليه يشير قوله تعلى إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ(النحل:128) فقد يكون الصوفي تقيا تقوى حقيقية ومحسنا إلى الناس ومتقيا لله وتدينه صحيح وقد يكون بالعكس وعايش في أوهام يقول لك أنا أحب الرسول أنا رأيت الرسول في المنام والرسول قال لي كذا وكذا ويدعي أنه أصبح من أولياء الله وهذا هو الغرور هذا هو الغرور..

عبد الصمد ناصر: وأصبح متبوعا.

يوسف القرضاوي: أيه؟

عبد الصمد ناصر: أصبح متبوعا.

يوسف القرضاوي: نعم فكما قال ابن عطاء ربما فتح الله لك باب الطاعة وما فتح لك باب القبول وربما قدر عليك المعصية فكانت سببا في الوصول.. معصية أورثت ذلا وانكسارا خير من طاعة أورثت عجبا واستكبارا المعصية أحيانا تنكد على الإنسان وتجعله يحترق من داخله ويندم وتكون سبب هداية حقيقية مع الله فليس العبرة ليس بهذا تدين سلفي أو تدين صوفي أيضا من السلفيين المتدين الحقيقي المنضبط بأحكام الشرع وبأخلاق الدين ومنهم من يهتم بالشكليات ويقاتل عن هذه الشكليات والأمور الخلافية يجعل منها معارك لا تنتهي ويترك الأمور المتفق عليها والتي ضيعها الناس، هذه مشكلة الواحد قاعد يألف كتاب في مش عارف إيه إفادة الصحبة في الجلوس على الركبة ولا مش عارف يعني أمور يسعى الناس أن يختلفوا فيها وسيظل الناس يختلفون تضع أيدك يعني عند صدرك ولا عند السرة ولا تسبلها بين يديك اختلفت المذاهب أهم من هذا كله أن تصلي فأنا أترك هذا الأمر يعني الذين يتركون الصلاة وأشغل نفسي بالخلاف بين المذاهب هذه هي القضية التي كثيرا ما تلتبس على بعض المنتسبين إلى الدين..

مشاركات المشاهدين

عبد الصمد ناصر: سنعود للنقطة فضيلة الشيخ بعد أن نأخذ بعض الاتصالات من السادة المشاهدين معنا أيمن أبو زيد من بريطانيا تفضل أخ أيمن لديك سؤال؟

أيمن أبو زيد - بريطانيا: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

عبد الصمد ناصر: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.

أيمن أبو زيد: كنت حابب أسأل بخصوص موضوع التدين في صفوف الجيش زي مصر مثلا هل يجوز لضابط الجيش أن يصدر أحكام بحق المتدينين بعد أن برأهم القضاء الطبيعي ولو كانت تعليمات سيادية هل الضابط معفي كونه عبد المأمور كما يقولون وجزاكم الله خيرا.

عبد الصمد ناصر: نرد أن أفهم أكثر أخ أيمن يعني ما المقصود بالسؤال؟

أيمن أبو زيد: يعني هل يجوز لضابط الجيش أن يصدر أحكام بعد برئته المحكمة الطبيعية وأثبتت عليه أنه ليس عليه قضية من أصله.

عبد الصمد ناصر: أيمن.. أيمن يعني الجواب على هذا السؤال يقتضي أن نكون ملمين أكثر بسياق الحكاية أو القضية يعني اعتذر لعدم الإجابة لأن موضوعه لا علاقة له بموضوعنا في الواقع. أحمد توفيق من قطر.

أحمد توفيق - قطر: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

عبد الصمد ناصر: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.

يوسف القرضاوي: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.

أحمد توفيق: وجزاكم الله خير أخ عبد الصمد على هذا البرنامج والقائمين عليه وبارك الله في شيخنا الفاضل العلامة القرضاوي، دكتوري الفاضل نتمنى منك أن توجه كلمة للناس الذين يتعاملون مع أشخاص يدعون أنهم ملتزمين هناك أشخاص قد يكونوا فترة ما ساروا مع جماعة من الإخوان أو سلفية أو دعوة (كلمة غير مفهومة) أو حتى من حماس ثم يأتون بعد ذلك يتعاملون مع الناس بمعاملة سيئة فيأتي الناس يحكمون على كل من هم مثلا من حماس أو كل من هم بالإخوان بأن هؤلاء أناس سيئين ويستغلون الدين فنرجو أن تبين للناس أن لا ينغشوا ولا يحكموا على كل الملتزمين من خلال هذه الفرقة وفى نفس الوقت تبين مدى خطورة فعل هؤلاء الناس وأن هذا..

عبد الصمد ناصر: يعني ستسمع الجواب أخ أحمد السؤال واضح بارك الله فيك هو يقصد الحكم على الناس على أن هذا متدين تدين صحيح.

يوسف القرضاوي: الناس تخطئ أحيانا في التعميم والإطلاق هل يجوز أنني اتهم الإسلام لأن بعض المسلمين أساؤوا التعامل أو أساؤوا الخلق وأساؤوا السلوك أتهم الإسلام نفسه لا يجوز أن أتهم أهل قطر بكذا لأن بعض القطريين ارتكبوا أشياء..

عبد الصمد ناصر: صحيح.

يوسف القرضاوي: يعني كل إنسان يتحمل مسؤوليته إلا إذا كان هذا أمر شائعة أصبحت جماعة كلها سيئة والنادر منهم هو الصالح نقول كده خلاص فسدت هذه الجماعة إنما لكي تحكم على جماعة كبيرة بانحراف بعض أفرادها هذا ليس من التدين الحقيقي، التدين الحقيقي أن تحكم على الناس بالعدل، شوف القرآن يتحدث عن اليهود وعن النصارى ويقول لك إِلَّا قَلِيلاً مِنْهُمْ (البقرة: من الآية246) يعني ما يعممش ما يقولش كلهم فَلا يُؤْمِنُونَ إِلَّا قَلِيلاً(النساء: من الآية46)، مَا فَعَلُوهُ إِلَّا قَلِيلٌ (النساء: من الآية66) ليه لأنه التعميم خطر في هذه الحالة لأنه دائما فيه الخيرة وفيه الشرير هذا الشرير يعني يتحمل مسؤولية شره والخير يأخذ حقه.

عبد الصمد ناصر: كما قال التعميم سبب جاهل كما يقال فضيلة الشيخ طب لو تحدثنا كما قلنا قبل قليل عن التدين تدين السلفي وتدين الصوفي وهناك الآن ما يسمى بالتدين المودرن رجل يصلي يزكي يصدق يحج يعتمر لكن في نفس الوقت يشرب الخمر يرتاد الشواطئ في فصل الصيف يصطحب معه زوجته لتسبح في الشاطئ هو وأبناؤه وغير ذلك إلى غير ذلك من هذه الأفعال.

يوسف القرضاوي: بس هذا لا يدخل التدين المغشوش لأن مثل هذا لا يدعي أن هذا تدين الذي يرتكب المحرمات هو يعرف أنه يرتكب المحرمات لا يدعي أن شرب الخمر من الدين إحنا التدين المغشوش إن الإنسان يستر يعني سيئاته بالدين..

عبد الصمد ناصر: يتقمص شخصيات.

يوسف القرضاوي: يغلف أعماله بمظاهر دينية هذا لا يفعل ذلك هذا يرتكب المحرمات وإثمه ذنبه على جنبه الناس تختلف في هذا الله تعالي يقول فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ(فاطر: من الآية32) فإذا كان الشخص بيصلي وبعدين يشرب خمر له يعني ثواب الصلاة وعليه أثم شربه يعني ما فيش شيء هيضيع عند الله فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ * وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرّاً يَرَهُ(الزلزلة:7-8).

عبد الصمد ناصر: نعم هنا المشكلة فضيلة الشيخ هو هذا الشخص نفسه يغش نفسه يعتقد أن عبادته قد تنفعه في أن يمحى اسمه ربما يأخذ ثواب صلاته والإثم قد يمحى بثواب هذه الصلاة هذا المشكل يا فضيلة الشيخ هناك فهم خاطئ للدين عند البعض على كل حال نتجاوز هذه النقطة.

يوسف القرضاوي: إحنا يعني شوف..

عبد الصمد ناصر: نعم.

يوسف القرضاوي: نحن نؤمن بأن الله سبحانه وتعالي لا يظلم مثقال ذرة الإنسان إذا كان يرتكب سيئات ويعمل حسنات ربنا يثيبه على الحسنات ويعاقبه على السيئات وبعدين فيه ميزان يحكم في الآخرة فيه ميزان بتحط حسناته في كفة وسيئاته في كفة أيهما أرجح فَأَمَّا مَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ (القارعة:6) أي موازين حسناتهفَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ * وَأَمَّا مَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ * فَأُمُّهُ هَاوِيَةٌ * ومَا أَدْرَاكَ مَاهِيَهْ * نَارٌ حَامِيَةٌ (القارعة: 7-11)هذا يعني الأمر إنما إذا كان الشخص معتقد أنه يرتكب الكبائر وبعدين تيجي تمحوها الصلاة..

عبد الصمد ناصر: يمحوها بالصلاة بعمرة أو حج.

يوسف القرضاوي: لأ يعني هذا أمر يعني خطير وبعدين فيه بعض المعاصي وبعض الذنوب لا تكفرها الصلاة ولا يكفرها الصيام ولا يكفر الحج ولا الشهادة في سبيل الله مثل حقوق الناس مثل ديون العباد النبي قال يغفر للشهيد كل ذنب إلا الدين شوف راح قتل في سبيل الله وعليه ديون للناس ما سددهاش..

عبد الصمد ناصر: لا تسقط.

يوسف القرضاوي: ولم يكن ينوي سدادها لو كان ينوي سدادها هذا.. الشهيد يغفر له كل شيء إلا الدين فحقوق العباد لها الأهمية ففيه موازنة بين الصالحات والسيئات والله سبحانه وتعالى حكم عدل لا يضيع عنده عمل عامل ولا مثقال ذرة.

عبد الصمد ناصر: طبعا فضيلة الشيخ نحن لا نقول إن الإنسان كامل أو معصوم ونحن نعلم أن الإنسان خطاء ومن صفاته التقصير يعني ما الذي يفصل الخطأ والتقصير عن الدين المغشوش فضيلة الشيخ..

يوسف القرضاوي: الخطأ كما قلنا خطأ الإنسان خطاء وكل بنى آدم خطاء وخير الخطائين التوابون المستغفرون إذا كان الإنسان يرتكب الخطأ ويعرف أنه خطأ أو الخطيئة..

عبد الصمد ناصر: ولم يندم عليه.

يوسف القرضاوي: أنه الخطأ إذا كان خطأ رَبَّنَا لا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا(البقرة: من الآية286)، وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَا أَخْطَأْتُمْ بِهِ وَلَكِنْ مَا تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ(الأحزاب: من الآية5) ولكن قد يراد أحيانا بالخطأ الخطيئة الوقوع في معصية الله معنى معصية الله ترك المأمور وفعل المحظور أن يترك ما أمره الله به أمره بالصلاة فلم يصل، أمره بالزكاة فمنع الزكاة أمره بصلة الأرحام فقطع الأرحام، أو حظر عليه أشياء حرم عليه أشياء حرم عليه الزنا فزنا حرم عليه الشرب فشرب حرم عليه القتل فقتل حرم عليه الظلم فظلم ففعل المحظور وترك المأمور هذا هو المعصية إذا فعل هذه الأشياء وهو يعلم أنها معصية لا تدخل في التدين المغشوش هذه ما لها علاقة بالتدين المغشوش التدين المغشوش كما قلت لك له صور أنه الإنسان بيعمل الأشياء وفاهم أنه يا سلام يتقرب إلى الله وليس هناك أحد مثله ولا أحد يدانيه وهو في الحقيقة لا يقوم بحق الدين كما ينبغي.

عبد الصمد ناصر: يعني الذي يغره عمله هذا المقصود بالذات فضيلة الشيخ الذي يقوم بعمل ما ويعتقد أن عمله هذا صالح.

يوسف القرضاوي: آه يعتقد عمله هذا صالح ويبالغ فيه حتى يعتبره أنه يعني فوق الجماعة ربما يحتقر الآخرين وينظر إلى الآخرين..

عبد الصمد ناصر: يترفع عنهم عليهم.

يوسف القرضاوي: الترفع والنبي يقول "بحسب امرؤ من الشر أن يحقر أخاه المسلم" بحسبه من الشر أن ينظر إلى نفسه نظرة استعلاء واستكبار وإلى غيره نظرة ازدراء واحتقار ما يدريك لعل هذا أفضل عند الله منك النبي مر عليه رجلان أحدهما يعني له منزلة في المجتمع فسأل الصحابة ما تقولون في هذا قالوا هذا رجل جدير إذا قال أن يستمع وإذا خطب أن يزوج وإذا استأذن أن يؤذن له وبعدين مر واحد ثاني من ضعفاء المسلمين قال ما رأيكم قال هذا رجل جدير إذا قال ألا يستمع وإذا خطب ألا يزوج وإذا استأذن ألا يؤذن له فقال هذا خير من ملئ الأرض مثل هذا اللي انتم ترفعوه إلى الأعالي هذا هذا خير من ملء الأرض من مثله العبرة ليست بالمظاهر ولكن العبرة بالجوهر وليست المظهر.

عبد الصمد ناصر: هنا أسأل فضيلة الشيخ يعني ما الفرق بين قلب إنسان متدين تدينا صحيحا وآخر على تدين مغشوش؟

يوسف القرضاوي: الفرق أيه؟

عبد الصمد ناصر: بين قلب هذا وذاك.

يوسف القرضاوي: هذا قلب سليم، قلب صاف خالص سلم من الشرك وسلم من النفاق وسلم من الرياء وسلم من الآفات ومعاصي القلوب التي تحدثنا عنها.

عبد الصمد ناصر: نعم.

يوسف القرضاوي: الحقد الحسد البغض النبي يقول "لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر"، "دب إليكم داء الأمم من قبلكم الحسد والبغضاء، والبغضاء هي الحالقة لا أقول تحلق الشعر ولكن تحلق الدين" كراهية كراهية الناس هذا قلب يحب الناس ويتسع لهم وهذا قلب يبغض الناس ويكرههم ويحقد عليهم هذا قلب يتواضع للناس ويقول أنا أقل الناس ده أي واحد أحسن مني والآخر يظن أنه هو ليس أحد فوقه هذا هو الكبر الذي يعتبر أول معصية وقعت في هذا العالم الكبر معصية الكبر كبر إبليس أبى واستكبر قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ(الأعراف: من الآية12) هذه هي كما الأخر قلب صافي..

عبد الصمد ناصر: سليم.

يوسف القرضاوي: قلب نقي خاشع أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ(الحديد: من الآية16) قلب رحيم يرحم الإنسان ويرحم الحيوان ويرحم الضعفاء الراحمون يرحمهم الرحمن ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء هذا هو قلب الإنسان المؤمن المتدين الحقيقي.

عبد الصمد ناصر: للأسف الوقت لا يكفي فضيلة الشيخ للمزيد على كل حال أتمنى في الحلقة القادمة بإذن الله أن نواصل الحديث في إطار هذه الحلقة بارك الله فيك فضيلة الشيخ وشكرا لك شكرا لكم مشاهدي الكرام ونلتقي في حلقتنا القادمة بحول الله مع تحيات منصور طلافيح ومعتز الخطيب وباقي الطاقم الفني وإلى اللقاء بحول الله

____________

المصدر الجزيرة - بتصرف

الخميس، 26 أبريل 2007

Houari BOUMEDIENE: LES VALEURS MORALES D'INTÉGRITÉ ET DE DÉVOUEMENT SONT LA BASE D'UN ÉTAT FORT

Dans ce discous le Président Houari BOUMÉDIENE parle déjà des dangers qui menacent la révolution aprés l'indépendance. Il souligne la force de NAZAHA et TAHARA et des principes de l'ISLAM qui ont permis DE VAINCRE le colonisateur. L'organisation de l'action révolutionnaire ne disposait pas d'une administration forte mais le contrôle se faisait au niveau individuel.....

الأربعاء، 25 أبريل 2007

AL AMIR ABDELKADER: LE COMBAT ET L'EXIL

الأمير عبد القادر... الجهاد والأسر
"اعلموا أن غايتي القصوى اتحاد الملة المحمدية، والقيام بالشعائر الأحمدية، وعلى الله الاتكال في ذلك كله"
هذه كلمات المجاهد حين يحكم، والمستضعف حين يتمكن، خرجت قوية صادقة من قلبه الأبيّ حين أُقيمت دولته، وأُعليت رايته، إنه عبد القادر الجزائري…المجاهد الذي ما وجد أهل الجزائر سواه لينصّبوه إمامًا للمجاهدين وهو ابن الخامسة والعشرين، وأرادوه "سلطانًا" فأبى أن يكون إلا "أمير الجهاد".فهو محط أنظارنا، والجدير باعتبارنا، وهو شخصية تمتلئ حياتها بعبرة لأولى الأبصار وتذكرة لأهل الاعتبار.
من هو الأمير عبد القادر؟
هو عبد القادر ابن الأمير محيي الدين الحسيني، يتصل نسبه بالإمام الحسين بن علي ولد في 23 من رجب عام 1222هـ / مايو 1807م، وذلك بقرية "القيطنة" بوادي الحمام من منطقة "وهران" بالمغرب الأوسط أو الجزائر، ثم انتقل والده إلى مدينة وهران، ولم يكن الوالد هملاً بين الناس، بل كان ممن لا يسكتون على الظلم، فكان من الطبيعي أن يصطدم مع الحاكم العثماني لمدينة "وهران"، وأدى هذا إلى تحديد إقامة الوالد في بيته، فاختار أن يخرج من الجزائر كلها في رحلة طويلة، وكان الإذن له بالخروج لفريضة الحج عام 1241هـ/ 1825م، فخرج الوالد واصطحب ابنه عبد القادر معه، فكانت رحلة عبد القادر إلى تونس ثم مصر ثم الحجاز ثم البلاد الشامية ثم بغداد، ثم العودة إلى الحجاز، ثم العودة إلى الجزائر مارًا بمصر وبرقة وطرابلس ثم تونس، وأخيرًا إلى الجزائر من جديد عام 1828م، فكانت رحلة تعلم ومشاهدة ومعايشة للوطن العربي في هذه الفترة من تاريخه، وما لبث الوالد وابنه أن استقرا في قريتهم "قيطنة"، ولم يمض وقت طويل حتى تعرضت الجزائر لحملة عسكرية فرنسية شرسة، وتمكنت فرنسا من احتلال العاصمة فعلاً في 5 يوليو 1830م، واستسلم الحاكم العثماني سريعًا، ولكن الشعب الجزائري كان له رأي آخر. فرّق الشقاق بين الزعماء كلمة الشعب، وبحث أهالي وعلماء "وهران" عن زعيم يأخذ اللواء ويبايعون على الجهاد تحت قيادته، واستقر الرأي على "محيي الدين الحسيني" وعرضوا عليه الأمر، ولكن الرجل اعتذر عن الإمارة وقبل قيادة الجهاد، فأرسلوا إلى صاحب المغرب الأقصى ليكونوا تحت إمارته، فقبل السلطان "عبد الرحمن بن هشام" سلطان المغرب، وأرسل ابن عمه "علي بن سليمان" ليكون أميرًا على وهران، وقبل أن تستقر الأمور تدخلت فرنسا مهددة السلطان بالحرب، فانسحب السلطان واستدعى ابن عمه ليعود الوضع إلى نقطة الصفر من جديد، ولما كان محيي الدين قد رضي بمسئولية القيادة العسكرية، فقد التفت حوله الجموع من جديد، وخاصة أنه حقق عدة انتصارات على العدو، وقد كان عبد القادر على رأس الجيش في كثير من هذه الانتصارات، فاقترح الوالد أن يتقدم "عبد القادر" لهذا المنصب، فقبل الحاضرون، وقبل الشاب تحمل هذه المسئولية، وتمت البيعة، ولقبه والده بـ "ناصر الدين" واقترحوا عليه أن يكون "سلطان" ولكنه اختار لقب "الأمير"، وبذلك خرج إلى الوجود الأمير عبد القادر ناصر الدين بن محيي الدين الحسيني، وكان ذلك في 13 رجب 1248هـ/ نوفمبر 1832م.

وحتى تكتمل صورة الأمير عبد القادر، فقد تلقى الشاب مجموعة من العلوم فقد درس الفلسفة (رسائل إخوان الصفا - أرسطو طاليس - فيثاغورس) ودرس الفقه والحديث فدرس صحيح البخاري ومسلم، وقام بتدريسهما، كما تلقى الألفية في النحو، والسنوسية، والعقائد النسفية في التوحيد، وايساغوجي في المنطق، والإتقان في علوم القرآن، وبهذا اكتمل للأمير العلم الشرعي، والعلم العقلي، والرحلة والمشاهدة، والخبرة العسكرية في ميدان القتال، وعلى ذلك فإن الأمير الشاب تكاملت لديه مؤهلات تجعله كفؤًا لهذه المكانة، وقد وجه خطابه الأول إلى كافة العروش قائلاً: "… وقد قبلت بيعتهم (أي أهالي وهران وما حولها) وطاعتهم، كما أني قبلت هذا المنصب مع عدم ميلي إليه، مؤملاً أن يكون واسطة لجمع كلمة المسلمين، ورفع النزاع والخصام بينهم، وتأمين السبل، ومنع الأعمال المنافية للشريعة المطهرة، وحماية البلاد من العدو، وإجراء الحق والعدل نحو القوى والضعيف، واعلموا أن غايتي القصوى اتحاد الملة المحمدية، والقيام بالشعائر الأحمدية، وعلى الله الاتكال في ذلك كله".

دولة الأمير عبد القادر

وقد بادر الأمير عبد القادر بإعداد جيشه، ونزول الميدان ليحقق انتصارات متلاحقة على الفرنسيين، وسعى في ذات الوقت إلى التأليف بين القبائل وفض النزاعات بينها، وقد كانت بطولته في المعارك مثار الإعجاب من العدو والصديق فقد رآه الجميع في موقعة "خنق النطاح" التي أصيبت ملابسه كلها بالرصاص وقُتِل فرسه ومع ذلك استمر في القتال حتى حاز النصر على عدوه، وأمام هذه البطولة اضطرت فرنسا إلى عقد اتفاقية هدنة معه وهي اتفاقية "دي ميشيل" في عام 1834، وبهذه الاتفاقية اعترفت فرنسا بدولة الأمير عبد القادر، وبذلك بدأ الأمير يتجه إلى أحوال البلاد ينظم شؤونها ويعمرها ويطورها، وقد نجح الأمير في تأمين بلاده إلى الدرجة التي عبر عنها مؤرخ فرنسي بقوله: "يستطيع الطفل أن يطوف ملكه منفردًا، على رأسه تاج من ذهب، دون أن يصيبه أذى!!".
وقبل أن يمر عام على الاتفاقية نقض القائد الفرنسي الهدنة، وناصره في هذه المرة بعض القبائل في مواجهة الأمير عبد القادر، ونادى الأمير قي قومه بالجهاد ونظم الجميع صفوف القتال، وكانت المعارك الأولى رسالة قوية لفرنسا وخاصة موقعة "المقطع" حيث نزلت بالقوات الفرنسية هزائم قضت على قوتها الضاربة تحت قيادة "تريزيل" الحاكم الفرنسي.
ولكن فرنسا أرادت الانتقام فأرسلت قوات جديدة وقيادة جديدة، واستطاعت القوات الفرنسية دخول عاصمة الأمير وهي مدينة "المعسكر" وأحرقتها، ولولا مطر غزير أرسله الله في هذا اليوم ما بقى فيها حجر على حجر، ولكن الأمير استطاع تحقيق مجموعة من الانتصارات دفعت فرنسا لتغيير القيادة من جديد ليأتي القائد الفرنسي الماكر الجنرال "بيجو"؛ ولكن الأمير نجح في إحراز نصر على القائد الجديد في منطقة "وادي تفنة" أجبرت القائد الفرنسي على عقد معاهدة هدنة جديدة عُرفت باسم "معاهد تافنة" في عام 1837م.
وعاد الأمير لإصلاح حال بلاده وترميم ما أحدثته المعارك بالحصون والقلاع وتنظيم شؤون البلاد، وفي نفس الوقت كان القائد الفرنسي "بيجو" يستعد بجيوش جديدة، ويكرر الفرنسيون نقض المعاهدة في عام 1839م، وبدأ القائد الفرنسي يلجأ إلى الوحشية في هجومه على المدنيين العزل فقتل النساء والأطفال والشيوخ، وحرق القرى والمدن التي تساند الأمير، واستطاع القائد الفرنسي أن يحقق عدة انتصارات على الأمير عبد القادر، ويضطر الأمير إلى اللجوء إلى بلاد المغرب الأقصى، ويهدد الفرنسيون السلطان المغربي، ولم يستجب السلطان لتهديدهم في أول الأمر ، وساند الأمير في حركته من أجل استرداد وطنه، ولكن الفرنسيين يضربون طنجة وموغادور بالقنابل من البحر، وتحت وطأة الهجوم الفرنسي يضطر السلطان إلى طرد الأمير عبد القادر، بل ويتعهد للفرنسيين بالقبض عليه.
يبدأ الأمير سياسة جديد في حركته، إذ يسارع لتجميع مؤيديه من القبائل، ويصير ديدنه الحركة السريعة بين القبائل فإنه يصبح في مكان ويمسي في مكان آخر حتى لقب باسم "أبا ليلة وأبا نهار"، واستطاع أن يحقق بعض الانتصارات، ولكن فرنسا دعمت قواتها بسرعة، فلجأ مرة ثانية إلى بلاد المغرب، وكانت المفاجأة أن سلطان المغرب وجه قواته لمحاربة الأمير، والحق أن هذا الأمر لم يكن مفاجأة كاملة فقد تعهد السلطان لفرنسا بذلك، ومن ناحية أخرى ورد في بعض الكتابات أن بعض القبائل المغربية راودت الأمير عبد القادر أن تسانده لإزالة السلطان القائم ومبايعته سلطانًا بالمغرب، وعلى الرغم من انتصار الأمير عبد القادر على الجيش المغربي، إلا أن المشكلة الرئيسية أمام الأمير هي الحصول على سلاح لجيشه، ومن ثم أرسل لكل من بريطانيا وأمريكا يطلب المساندة والمدد بالسلاح في مقابل إعطائهم مساحة من سواحل الجزائر: كقواعد عسكرية أو لاستثمارها، وبمثل ذلك تقدم للعرش الإسباني ولكنه لم يتلقَ أي إجابة، وأمام هذا الوضع اضطر في النهاية إلى التفاوض مع القائد الفرنسي "الجنرال لامور يسيار" على الاستسلام على أن يسمح له بالهجرة إلى الإسكندرية أو عكا ومن أراد من اتباعه، وتلقى وعدًا زائفًا بذلك فاستسلم في 23 ديسمبر 1847م، ورحل على ظهر إحدى البوارج الفرنسية، وإذا بالأمير يجد نفسه بعد ثلاثة أيام في ميناء طولون ثم إلى إحدى السجون الحربية الفرنسية، وهكذا انتهت دولة الأمير عبد القادر، وقد خاض الأمير خلال هذه الفترة من حياته حوالي 40 معركة مع الفرنسيين والقبائل المتمردة والسلطان المغربي.

الأمير الأسير

ظل الأمير عبد القادر في سجون فرنسا يعاني من الإهانة والتضييق حتى عام 1852م ثم استدعاه نابليون الثالث بعد توليه الحكم، وأكرم نزله، وأقام له المآدب الفاخرة ليقابل وزراء ووجهاء فرنسا، ويتناول الأمير كافة الشئون السياسية والعسكرية والعلمية، مما أثار إعجاب الجميع بذكائه وخبرته، ودُعي الأمير لكي يتخذ من فرنسا وطنًا ثانيًا له، ولكنه رفض، ورحل إلى الشرق، حيث استنانبول والسلطان عبد المجيد، والتقى فيها بسفراء الدول الأجنبية، ثم استقر به المقام في دمشق منذ عام 1856م وفيها أخذ مكانة بين الوجهاء والعلماء، وقام بالتدريس في المسجد الأموي كما قام بالتدريس قبل ذلك في المدرسة الأشرفية، وفي المدرسة الحقيقية.
وفي عام 1276/1860 تتحرك شرارة الفتنة بين المسلمين والنصارى في منطقة الشام، ويكون للأمير دور فعال في حماية أكثر من 15 ألف من النصارى، إذ استضافهم في منازله.

وفاته
وافاه الأجل بدمشق في منتصف ليلة 19 رجب 1300هـ/ 24 من مايو 1883 عن عمر يناهز 76 عامًا، وقد دفن بجوار الشيخ ابن عربي بالصالحية.
من مؤلفات الأمير عبد القادر
1 - "المقراض الحاد لقطع لسان الطاعن في دين الإسلام من أهل الباطل والإلحاد" وهي رسالة كتبها في سجنه بفرنسا.
2 - "ذكرى العاقل وتنبيه الغافل" وهي رسالة للأكاديمية الفرنسية عندما انتخبته عضوًا فيها.
3 - "المواقف" وهو في التصوف.
4 - تعليقات على حاشية جده "عبد القادر بن خدة" في علم الكلام.!
5 - رسائل وإجابات على أسئلة في العديد من الموضوعات والفنون

الجمعة، 20 أبريل 2007

L'ONU REDÉCOUVRE AL AMIR ABDELKADER ELDJAZAIRI



تعيد الأمم المتحدة "اكتشاف" الأمير عبد القادر الجزائري من خلال معرض وملتقى ينظم ما بين الثالث والحادي والعشرين من شهر أبريل الجاري في قصر الأمم بجنيف.

وقد أشاد مسؤولون أمميون في افتتاح المعرض بدوره الأمير عبد القادر الريادي في مجال القانون الإنساني الدوليفي زمن الترويج لـ "صدام الحضارات"، وفي ظل تكاثر الحملات التي تمس من الإسلام دينا وحضارة وثقافة سواء بسبب سوء تصرف أبنائه أو جراء تكالب غير المنتسبين إليه، يذهب كثيرون إلى القول بأن تنظيم بعثة الجزائر لدى الأمم المتحدة في جنيف لملتقى ومعرض حول خصال الأمير عبد القادر الجزائري ودوره كـ "رائد في مجال القانون الإنساني"، يعتبر "خطوة جيدة تأتي في الوقت المناسب".ومن المؤكد أن تنظيم المعرض المخصص للأمير عبد القادر الجزائري في الفترة الممتدة من 3 إلى 21 أبريل 2006 تحت شعار "الأمير عبد القادر الجزائري، رائد القانون الإنساني ومنشد الحوار بين الديانات"، داخل قصر الأمم المتحدة في جنيف، يعتبر رسالة قد تكون لها أكثر من دلالة.

حقائق تاريخية

الملتقى الذي نظم قبل افتتاح المعرض، وحضرته شخصيات هامة من الأمم المتحدة والمنظمات الدولية وممثلي البعثات المختلفة كان فرصة للتعرف على بعض الحقائق التاريخية ولاكتشاف، كما قال السفير الجزائري في جنيف السيد ادريس الجزائري، بأن "الأمير عبد القادر مؤسس الدولة الجزائرية الحديثة قام بوضع أسس القانون الإنساني الدولي منذ العام 1837 وهذا حتى قبل ظهور أفكار هنري دينون مؤسس حركة الصليب الأحمر، بل حتى قبل إبرام معاهدة جنيف التي لم تكتمل إلا في العام 1864"، على حد قوله.

أما الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة فقد أوضح في في خطاب موجه للحضور "أنه لشرف لنا معشر الجزائريين أن يتم إشراك واحد من أبناء الجزائر البررة مع مواطن مرموق من مدينة كالفن هنري دينون، الحامل في نفسه لقسط من الجزائر، ومؤسس حركة الصليب الأحمر".

ما يحتفظ به التاريخ عن الأمير عبد القادر الجزائري، هو أنه قد عمل أثناء معاركه ضد الغزو الاستعماري الفرنسي للجزائر، على سن وتطبيق مجموعة قوانين حول كيفية معاملة الأسرى والمعتقلين من جيش العدو، ومن ذلك: "اعتبار أن أي فرنسي يتم أسره في المعارك يجب ان يعتبر أسير حرب، وأن يعامل كذلك إلى أن تتاح فرصة تبادله مقابل أسير جزائري" ، كما "حرم تحريما قاطعا قتل أسير مجرد من السلاح"، وأن "أي عربي يقدم أسيرا فرنسيا يحصل على مكافأة قدرها 8 دورو (وهي العملة الجزائرية التي تساوي 5 سنتيم().


كما حدد الأمير عبد القادر بأن "على أي عربي في حوزته أسير فرنسي، أن يعامل هذا الأخير معاملة حسنة. وفي حال شكوى الأسير من سوء المعاملة، ليس فقط أن المكافئة تسقط بل قد يرافق ذلك بعقوبات أخرى".

وقد استشهد السفير الجزائري في خطابه، بما جرى في عام 1841 من تبادل بين الأمير عبدالقادر وأسقف الجزائر ديبوش عندما طلب هذا الأخير من الأمير إطلاق سراح أحد السجناء.فقد رد عليه الأمير عبدالقادر بالقول: "لقد كان أجدى بك، بوصفك عبد الإله وصديق الإنسان ليس فقط أن تطلب مني إطلاق سراح أسير واحد بل أن أطلق سراح كل الأسرى المسيحيين"، وأضاف مستشهدا بما جاء في إنجيل العهد الجديد "عامل الآخرين بمثل ما تريد أن تعامل به"، موضحا في الأخير "قد يكون الأسقف قد ادى مهمته على أحسن وجه ... لو قام بجميل من هذا القبيل ... لصالح عدد مماثل من الأسرى المسلمين القابعين في السجون الفرنسية". وقد تمخض عن هذه المراسلات التي جرت بين الرجلين عام 1841 عملية تبادل شهيرة للأسرى بين الجيشين في مكان يسمى سيدي خليفة.

إنساني حتى في المنفى

تصرف الأمير عبد القادر الجزائري لقي استحسانا حتى من قبل أعدائه، وذلك بشهادة الكونت دو سيفي، احد دعاة الاستعمار الفرنسي للجزائر، الذي ذكر في كتابه "نابليون III والأمير عبد القادر" كيف أن "أعدادا من الأسرى الفرنسيين القدامى الذين تلقوا علاجا من قبل الأمير، كانوا يأتون من مناطق نائية في اتجاه قصر "بو" وقصر "أمبواز" حيث كان الأمير معتقلا، لتحية من كان المنتصر بالأمس".وأثناء إقامته في منفاه في سوريا، عمل الأمير عبد القادر، باعتراف العديد من قادة تلك الفترة على إنقاذ حوالي 12000 مسيحي ويهودي احتموا بالأمير من غضب جماعات ثائرة. وهو ما دفع العديد من ملوك وقادة تلك الفترة ورجالات الدين الى منح الأمير أوسمة شرف عرفانا لإنقاذ أرواح عدد من رعاياهم بمن فيهم قناصلة روسيا وفرنسا واليونان وأمريكا.

تكريم من قبل حماة القانون الإنساني الدولي

ولا شك أن أجمل تكريم لدور الأمير عبد القادر الجزائري كرائد في مجال القانون الإنساني، مساهمة حماة القانون الإنساني الدولي حاليا، بشكل جماعي في تكريمه ممثلين في شخص المفوضة السامية لحقوق الإنسان السيدة لويز آربور، والمفوض السامي لشئون اللاجئين خوان أنطونيو جوتيريس، ورئيس اللجنة الدولية لصليب الأحمر جاكوب كيللنبيرغر .فقد أشادت المفوضة السامية لحقوق الإنسان لويز آربور "بمظاهر التسامح" التي برهن عنها الأمير عبد القادر، مشددة على أننا في حاجة "الى الانفتاح على الآخر" ومعربة عن "الإلتزام بمكافحة عدم التسامح" الذي قالت عنه "إنه أصبح في تعاظم مستمر".اما المفوض السامي لشئون اللاجئين خوان انطونيو جوتيريس الذي قال أنه "سعيد للمشاركة في هذا الحفل لكونه ينتمي الى بلد "(أي البرتغال) كان يعيش في جهل في وقت كانت فيه قرطبة منارة المعرفة والحضارة". كما انه بوصفه راعي معاهدة 1951 لحماية اللاجئين في العالم، يجد أن مبادئ هذه المعاهدة "تستقي نظرتها الشاملة من مصادر القانون الإسلامي أي الحديث والسنة". واختتم كلامه بالتذكير بأن "الجزائر كانت ملاذا لمؤسسي الديمقراطية البرتغالية إبان حكم دكتاتورية سالازار".وقد كلف رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر جاكوب كيللنبيرغر الذي يقوم بزيارة للخارج ، أحد أعوانه لتقديم رسالة مفادها "أن من الخطأ اعتبار أن بداية القانون الإنساني الدولي بدأت مع معاهدات جنيف". إذ أشار رئيس اللجنة الدولية في بحث مفصل الى أن روادا أسهموا في هذا المجال قبل هنري دينون من أمثال حمو رابي وصلاح الدين الأيوبي ... والأمير عبد القادر الجزائري. ويرى رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر ان بعضا من القوانين التي سطرها الأمير عبد القادر "لم تفقد من قيمتها حتى اليوم".

وقد ساهم في إظهار شخصية الأمير عبد القادر الجزائري ليس فقط كقائد عسكري بل بالدرجة الأولى كرجل حوار بين الأديان وتسامح بين الطوائف ، كل من الأمير حسن بن طلال الذي مثله سفير الأردن و ممثل بعثة الفاتيكان في جنيف الذي تلى رسالة موجهة للملتقى من قبل المكتب البابوي لحوار الأديان.

وكانت الخاتمة مع الأب ميشال لاغارد الذي تعلم اللغة العربية وأتقنها طوال سبعة أعوام لكي يتمكن من ترجمة ونشر كتاب الأمير عبد القادر " كتاب المواقف" باللغة الفرنسية وهو المؤلف الذي يعكس تعلق الأمير عبد القادر بشخصية لها وزنها في تاريخ الحضارة الإسلامية أي ابن العربي ويقدم تحليلا لبعض مؤلفاته وبالأخص كتاب " الفتوحات المكية".

وليس الجميل فقط أن تستمع في إحدى قاعات الأمم المتحدة في جنيف، وأمام حضور دولي هام، لرجل دين مسيحي يتحدث بإعجاب وبلغة عربية فصحى، عن إنسانية شخصية عربية مسلمة، بل الجميل أيضا أنها فرصة سمحت للعديد حتى من العرب والمسلمين أن يكتشفوا حقائق يجهلونها عن شخصية عربية ومسلمة تاريخية من هذا الطراز.

ولا لوم في ذلك لأنه من المؤكد أن العديد من الجزائريين أنفسهم يجهلون الكثير مما قيل في هذه الأمسية عن خصال الأمير عبد القادر الجزائري


Le chîsme veut conquérir l'Algérie



التشيع يخترق المجتمع الجزائري

بقلم عبد المالك حداد

تعالت مؤخرا أصوات في عدة دول عربية (الجزائر- المغرب - مصر- السودان - الأردن... الخ)، تنبه إلى انتشار ظاهرة التشيع وتحذر من توسعها. وذكرت عدة صحف ومجلات عربية اهتمت بالموضوع أن الجزائر من بين البلدان التي يشهد فيها "المذهب الشيعي انتشارا بشكل سري في قطاعات واسعة من المجتمع الجزائري (السني بأغلبه)، خاصة خلال السنوات الأخيرة

ومع ذلك فإن هذه المسألة مازالت غير مطروحة رسميا، إذ لم يصدر أي موقف يشير إلى ذلك وينبه إلى هذا الأمر باستثناء بعض الكتابات المحدودة في وسائل الإعلام - الصحف – إلى جانب تسليط بعض المواقع الإعلامية على شبكة الانترنيت الضوء على هذا الموضوع.. لكن لمحدودية زوارها في الداخل (كون مجال الانترنيت مقتصر على فئات محدودة في المجتمع الجزائري الذي لا تتوفر فيه شبكة الانترنيت إلا على نسبة 2,4 % من السكان المتصلين في وقت لا يتجاوز الذين يستعملون هذه التقنية 800 ألف من السكان، بمعدل 500 ألف مستعمل بصفة منتظمة) لم يُمكن أغلبية المجتمع من الاطلاع عليها، على عكس الصحف المكتوبة التي تعرف انتشارا كبيرا إلا أنها تتحاشى الخوض في الموضوع وهناك عدة تفسيرات لهذا الأمر : فثمة من يقول إن حرية المعتقد أمر يكفله دستور البلاد وإن الدولة لا تتدخل في معتقدات الناس والمذاهب التي يعتنقونها وهناك من يرجع الأمر إلى "طبيعة الجزائريين" المتسامحة وقدرتهم على التعايش مع بعضهم البعض، بقطع النظر عن المعتقدات والمذاهب, فيما يرى البعض الآخر أن هذا "الصمت الرسمي" على انتشار التشيع في الجزائر مرده العلاقات التي تحسنت بين الجزائر وإيران. وهي علاقات توطدت خلال السنوات الأخيرة

عدد شيعة الجزائر وانتشارهم

لا تتوفر أرقام رسمية حول عدد الشيعة في الجزائر، وبحسب مراقبين لا يزال الحضور الشيعي محتشما في الجزائر مقارنتا بذلك الحضور المسجل في بعض البلدان المغاربية كالمغرب الذي يبدو واضحا من خلال وجود ثلاث جمعيات شيعية ثقافية معترف بها على الأقل وهي "الغدير" و"البصائر" و"التواصل

وإذا كان الحضور الشيعي في الجزائر محتشما، ويمكن ملاحظته في بعض الولايات والمدن مثل الجزائر العاصمة، باتنة، تبسة، خنشلة، تيارت، سيدي بلعباس. غير أن عددا من المواقع الشيعية عبر شبكة الانترنيت، من بينها موقع مركز الأبحاث العقائدية، وهو أكبر المواقع الشيعية، بالإضافة لـ "شبكة شيعة الجزائر" التي ترفع شعار "من المدرسة المصالية إلى المدرسة الخمينية"، تقول عبر تقارير نقلتها - هذه المواقع الإلكترونية - بأن المذهب الشيعي "يزداد انتشارا بشكل سرّي في قطاعات واسعة من المجتمع الجزائري، بعد أن نقله إليهم مدرسون وموظفون قدموا للعمل من العراق وسوريا ولبنان". ويرى المشرف العام على "شبكة شيعة الجزائر" والذي يسمي نفسه "محمد العامري" (30 عاما) أن الاستبصار - التشيع - في الجزائر "مستمر بحمد الله والاستبصار أكثر من منتشر بل منفجر في كامل أرجاء التراب الجزائري متنقلا عبر كل الطبقات الاجتماعية فسابقا كان يدور بين الشبان والآن ببركة صاحب العصر والزمان (عليه السلام) دخلت بيوت بكاملها في التشيع وسمعت أن أكبر متشيع عمره 69 سنة

ولا يملك المشرف على شبكة "شيعة الجزائر"، أي إحصائيات أو أرقام على مدى انتشار التشيع بين الجزائريين : "ليس هناك إحصائيات حديثة وحتى إن كانت هناك إحصائيات تبقى سرا ولا تسلم لأيا كان لأسباب يطول شرحها". غير أن بعض المراقبين يقدرون عدد الشيعة في الجزائر بالمئات، وهم منتشرين في أغلب مدن البلاد، كان عددهم لا يتجاوز العشرات في أواخر السبعينات وبداية الثمانينات، يمارسون شعائرهم وطقوسهم بحرية كإحياء الحسينيات وقيام المآتم مع بداية كل محرم إلى العاشر منه، دون أن يتعرضوا إلى أي نوع من المضايقات

ويرى الدكتور محمد بن بريكة، المنسق الأعلى للطريقة القادرية في الجزائر وعموم إفريقيا، في محاضرته "حصاد الثقافية" عن "نشأة الشيعة والتشيّع"'، أن غياب المرجعية الدينية وضعف المناعة الثقافية في الجزائر سيسهل اجتياح المد الشيعي وتناميه في الجزائر السنية لأن الشيعة في الجزائر موجودون وهم حوالي 300

فيما يؤكد الباحث الجزائري فريد مسعودي أن انتشار المذهب الشيعي في الجزائر يعد ذاتي بالدرجة الأولى لأن وسائل الدعاية المتبعة تعتمد على الانتشار السري، بسبب عوائق موضوعية تتعلق بمدى قابلية المحيط لهذا النوع من الفكر، بمعنى أنه قد لا يتطور إلى درجة الظاهرة الاجتماعية. هذا ويرى المراقبين أن التشيع يتوسع وينتشر بفضل الدعاة النشطين الذين يتواجد أغلبهم بالمؤسسات التربوية، وتوفر المراجع الشيعية المتداولة كالمجلات والنشريات والكتب أبرزها : مرآة الأنوار، مشكاة الأسرار، تفسير العسكري، مجمع البيان، تفسير الكاشي، تفسير العلوي، تفسير السعادة للخرساني، ومجمع البيان وغيرها من المراجع الأخرى التي كانت متداولة ببعض المساجد وبين عامة المصلين والطلبة لعدم معرفة حقيقتها وخطرها على الكثير من القراء.
كما كان لوجود جاليات شيعية من العراق وسوريا ولبنان في الجزائر دور في انتشار المذهب بين أهل البلاد حسب ما أشار إليه العامري : "اخوتنا العراقيون والسوريون واللبنانيون عندما كانوا في الجزائر كأساتذة ومدرسين لعبوا دورا في الدعوة وكانوا من الممهدين لقبول فكرة الولاء لمحمد وآله صلوات الله عليهم، وعندما اندلعت الثورة الإسلامية الإيرانية المباركة وجد خط الإمام الخميني (قدس الله سره) أرضية خصبة لنشاطه في أرض الثورة والرفض" !.

ويرى شيعة الجزائر أن مذهب "آل البيت" ليس غريبا عن البلاد وأن جذوره تعود إلى "آلاف السنين". بدليل أن الأمازيغ (البربر سكان الجزائر الأوائل) بالأصل كانوا شيعة، فبالنسبة لهم كان للبربر في الجزائر "ولاء عظيم لأهل البيت ولهم فيها ثورات، وبالخصوص في زمن استشهاد الإمام الحسين، وكانوا من الأوائل الذين فتحوا بيوتهم وصدورهم للفاطميين وحاربوا معهم جنبا لجنب.."

وتذكر "الجيرواس" وهي فتاة جزائرية من أصل بربري، أحد أعضاء شبكة شيعة الجزائر، عدة أمثلة للتأكيد على أمازيغ كانوا يعتنقون المذهب الشيعي، وذلك على حسب قولها : - بعض مناطق الأمازيغ لا يأكلون لحم الأرنب وهم لا يعلمون لماذا ؟! ومعلوم أن اللحم محرم عندنا نحن الشيعة. في عاشوراء يتوقف الأمازيغ عن العمل ويقولون إن العمل في مثل هذا اليوم يجلب النحس وأن ما اكتسبته خلال ذلك اليوم لا بركة فيه. يذبحون في عاشوراء دجاجا أو طيرا، فالمهم هو إسالة الدم في ذلك اليوم معتبرين أن هذا أمر مباركا دون أن يعلموا أن هذه الدماء رمز للتذكرة بدماء الحسين عليه السلام وأصحابه الذين استشهدوا في كربلاء.
- عند الأمازيغ لا تجد أحدا اسمه أبو بكر أو عمر أو عائشة الخ.. لكنّك كثيرا ما تجد اسم سيد علي، وسيد احمد وكلمة سيد لا تجدها في أسماء أخرى عدا اسم علي واسم احمد الذي هو في حد ذاته محمد- إذا ذكر الأمازيغ اسم فاطمة سلام قالوا "للا فاطمة" أي السيدة فاطمة، وإذا ذكروا عائشة لم يدرجو لقب (للا).كما كان للمذهب الشيعي تواجد كبير في الجزائر خلال مرحلة الدولة الرستمية (776-908 م) التي أسسها الإباضيين وجعلوا من تيهرت (تيارت حاليا) عاصمة لهم ومهدا لثقافتهم وفكرهم في الشمال الإفريقي حتى قام الداعية الشيعي أبو عبيد الله الشيعي صاحب الفاطميين بالقضاء على دولتهم عام 908 م. وتحول الإباضيين نحو الجنوب الجزائري، واستقروا في منطقة وادي ميزاب (غرداية).وكانت هناك دويلة أخرى قامت في الجنوب الغربي للجزائر وجنوب المغرب إلى جانب الدولة الرستيمة، سميت دولة سجلماسة (أو الدولة المدارية) (758 - 909 م) وهي دولة كالرستمية أسسها شيعة لكنهم على المذهب الصفري، وقد قضى الفاطميون عليها كذلك.

ومع قيام الدولة الفاطمية (910 – 973 م)، انتشر التشيع بالطريقة الفاطمية التي كانت إسماعيلية باطنية في الجزائر وسائر مناطق المغرب العربي. إلا أن الشيعة انقرضت بعد عهد الفاطميين ولم يعد لها أثر، ولم يأتي ذكرها إلا أن ظهر التشيع الحديث مع ظهور الخميني بعد انتصار "الثورة الإسلامية في إيران" بالطريقة المنشرة بإيران لمذهب الإمامية لأثنى عشرية الجعفرية نهاية السبعينيات

علاقتهم بالشأن الوطني

لا يعرف للشيعة في الجزائر أي نشاط علني يمكن من خلاله تتبع مواقفهم وآرائهم في الشأن الوطني، وهو ما يجعل البحث في هذه المسألة تعترضه عدة عراقيل، كون لا يوجد لهم أية صحيفة ناطقة باسمهم، كما لا يوجد أي مسجد أو حسينية، ولكن ظهر لهم حديثا عدة مواقع إلكتروني في الشبكة العالمية جعلوا منها منبرا لهم، للحديث عن تواجدهم والتعبير عن آرائهم دون التدخل في شؤون الدولة بحكم أن لديهم – حسب زعمهم - مهمة أسمى من ذلك بكثير، ألا وهي تقديم النصيحة وكشف الحقيقة

ويرى "محمد العامري" المشرف العام على "شبكة شيعة الجزائر" أنه : "والحمد لله لا نعاني من أيّ مشاكل مع النظام حاليا وكما أن الشيعة لم يعتدوا على أيّ مادة من الدستور أو رمز من رموز الدولة، وإن كانت هناك بعض التحفظات عبر تصرفات بعض من يعتبرون أنفسهم فوق القانون، فهم بالنسبة لنا لا يمثلون شيئا بل هم يزيدون من انتشار التشيّع دون أن يشعروا بذلك لأن المظلوم منتصر عاجلا أو آجلا".ويبرز العامري أنه لا يوجد أي عائق يعترض التشيع في الجزائر، ويفسر ذلك بعدم وجود أيّ "ممانعة من حيث المبدأ من قبل السلطات الجزائرية لانتشار التشيع"، مشيرا إلى أن المادة 61 من الدستور الجزائري تنصّ على "الحرية الفردية لكافة الشعب في اختيار معتقداتهم التي يختارونها"(..).وقال العامري أن معانات الشيعة في الآن مقتصرة مع المنظومة التربوية الجزائرية"(..)، وذلك نتيجة "تمرّدهم على البرامج المسطرة لهم أو المفروضة عليهم من طرف وزارة التربية والتعليم" !.

هذا وبين القرار الأخير لوزير التربية الوطنية أبو بكر بن بوزيد، توقيف 11 مدرّسا شيعيا من المدارس التعليمية التي كانوا يشتغلون فيها، مدى اختراق الشيعة المدارس الجزائرية، وتفسيرا لمدى تدمر المدعو العامري من المنظومة التي تشرف عليها الوزارة.إلا أن الذي تنساه العامري أن الوزارة قامت بتحويل المبعدين إلى "أجهزة أو مناصب إدارية"، وكان الهدف من إبعادهم تأمين وحماية الوسط المدرسي وتجنب التأثير الشيعي المباشر على التلاميذ بالمؤسسات التربوية، وكذلك إبعاد المدرسة الجزائرية عن الولاءات والصراعات، سواء بين الأحزاب السياسية أو بين المذاهب الدينية

وجاء قرار وزارة التربية الوطنية، بعد أن ناشد مجموعة من الأولياء بمدينة الشريعة (ولاية تبسة) الجهات المعنية للتحرك بقوة لوضع حد من خطر المد الشيعي ببعض المؤسسات التربوية، أين يعمد بعض الأساتذة كما جاء في رسالة موقعة من قبل بعض الأولياء، لتمرير معتقدات وتوجهات شيعية والمعتمدة أساسا على تقديس آل البيت والطعن في بعض الصحابة وشتم بعضهم

وغير بعيد عن مدينة الشريعة أرسلت مديرية التربية مؤخرا لجنة تحقيق لإحدى المتوسطات ببئر مقدم على إثر شكوى من مدير المتوسطة مفادها أن أستاذا قام أثناء إحدى الحصص بسب وشتم أحد الصحابة الكرام أمام مسمع التلاميذ الذين أبلغوا أولياءهم بالحادثة، حيث تحرك الأولياء بقوة وأخذت القضية أبعادا وتداعيات كبرى، كانت محل متابعة حتى من قبل المسؤولين بالمنطقة، وعلى الرغم من محاولات عدة أطراف طي الملف وتطويق المشكلة من خلال مطالبة بعض الجهات المسؤولة من الأستاذ الذي شتم الصحابة، تقديم اعتذار أمام الأولياء والتلاميذ، إلا أن البعض مازال يبدي تخوفا من أن تكون هذه السلوكات بداية لإحياء دعوة شيعية، خاصة وأن هناك معلومات تؤكد أن منطقة بئر مقدم والشريعة وتبسة يوجد بها عناصر من اتباع المذهب الشيعي، البعض منهم لا يتورع في الجهر بذلك والبعض الآخر مازال يستعمل كما يعرف عند الشيعة "التقية" درءا لأي مشكلة قد تلحق به.

كيف تشيعوا ؟

تكشف كتابات بعض الشيعة في الجزائر على شبكة الانترنيت، الظروف التي انتقلوا فيها من المذهب السني (المالكي) إلى المذهب الشيعي الجعفري. ويظهر جليا أن تحول الجزائريين إلى المذهب الشيعي ناتج عن علاقاتهم بأقربائهم وأصدقائهم، أو باحتكاكهم بالشيعة المقيمين بالبلاد أو بالسفر، كما أن للمراجع والكتب الشيعة أثر في قبولهم فكرة التشيع نتيجة الخواء الروحي وفقر الخطاب الذي أتبع العشرية الدموية، نهيك على انتشار الفضائيات الشيعية.. كما أن عديد الشباب تأثروا بنضال "حزب الله" اللبناني مما جعلوهم يغيرون المذهب بقصد الانخراط في صفوفه أو المشاركة في نضاله المسلح ضد الكيان الصهيوني ومن أسباب التشيع أيضا عند بعض الجزائريين كما يذكر الباحث فريد مسعودي، هو زواج المتعة حيث اكتشف من خلال جلسته مع الشباب الشيعي الجزائري أنه "مدمن" على زواج المتعة

واللافت للانتباه أن أغلب هؤلاء بعد "استبصارهم" واعتناقهم مذهب آل البيت أصبحوا ينظرون نظرة "دونية" للمذهب السني لا تخلو من السخرية " وعدم "الاحترام

العلاقات مع إيران

بعض الأصوات التي ارتفعت في عدد من البلدان العربية تحذر من التوسع الشيعي، لم تخف أن وراء هذه الظاهرة يقف "مخطط الإيراني للنفوذ والهيمنة" وأنها تعكس "تسلل وخطورة المشروع الإيراني في المنطقة".لكن أيضا هناك من قلل من أهمية الدور الإيراني معتبرا أن "هذه الانتقادات، مبالغ فيها وأن العالم الإسلامي يحتاج إلى التفاهم والتجانس، وأن آخر ما يحتاجه هو هذه الاتهامات المتبادلة

وفي الجزائر يرفض الشيخ عبد الرحمان شيبان، رئيس جمعية علماء المسلمين في الجزائر، والذي يعتبر واحدا من أبرز الشخصيات الإسلامية المنافحة عن "عروبة وإسلام الجزائر" في تصريحات خاصة لـ "قدس برس": "أن تكون هنالك حملة تشيع واضحة للعيان في الجزائر، وقال: "في الجزائر توجد تيارات ومدارس فكرية مختلفة، سلفيون وعلمانيون وتنصيريون وغيرهم لكن الغالبة سنية مالكية

وانتقد الشيخ شيبان بشدة، كل من يحاول تعميق الخلاف بين الشيعة والسنة، وقال: "هذه لعنات لن يغفرها الله سبحانه وتعالى لأحد، نعالج الخلافات بروح تقريبية، ذلك أن المسلمين مهزومون ومهانون لأنهم مختلفون لأن عقائدهم مختلفة". وأكد شيبان أن "القوة تأتي بالعزة، والعزة تأتي بالوحدة". ودعا إلى التركيز على الثوابت التي يلتقي حولها الجميع، من خلال إعادة الاعتبار للعلماء، وقال "أدعو أن تكون للعلماء كلمة، وأدعو الحكام إلى عدم تهميش العلماء".وكان وزير الشؤون الدينية والأوقاف أبو عبد الله غلام الله، قد نفى وجود "خطر شيعي" في الجزائر، ودعا لتفادي ما أسماه «التهويل الإعلامي» كون الأمر لا يعدو أن يكون مجرد تعاطف مع "حزب الله" أو "إيران".غير أن هناك من يشير إلى دور إيراني في دعم شيعة الجزائر وهو دعم معنوي بالأساس ويتمثل في توفير المراجع والكتب الشيعية وتمكين الراغبين في مواصلة دراستهم في الحوزات العلمية...الخ

ويقدمون في هذا الصدد عدة دلائل منها العثور على كتب شيعية لدى بعض الطلبة في الثانويات والجامعات، بالإضافة إلى وجود عدد من الجزائريين الذين يدرسون بالحوزات العلمية في قم (إيران) وسورية ومنهم من رجع خلال المدة الأخيرة إلى الجزائر
بل الأمر تجاوز هذه المرحلة، فقد كشف عبد الرحمن سعيدي، البرلماني عن «حركة مجتمع السلم» ونائب رئيسها، لـ«الشرق الأوسط» عن وجود تنظيم حديث النشأة يدعى حزب الله المغاربي يقوده شيعي مغربي مقيم في ألمانيا. وقال إن "جماعة فكرية خارج الجزائر، تتحرك لإرساء قواعد حزب مغاربي بمنطقة المغرب العربي"، مشيراً إلى "شخص يقيم بشرق الجزائر متزوج من لبنانية، وله نفوذ في الأوساط الشيعية خارج الجزائر ويدعي أنه من كبار الشيعة في المنطقة المغاربية". وأضاف أن لديه معلومات مؤكدة تفيد بأنه "يتم التحضير في بلاد غربية وفي بلاد الشام لمشروع حزب الله المغاربي

وعن توسع المد الشيعي أكد الدكتور الشيخ يوسف القرضاوي على هامش أعمال مؤتمر القدس الخامس المنعقد في الجزائر أن هذه الأخيرة من بلاد السنة المستهدفة إلى جانب المغرب، ليبيا، السودان، مصر.. محذّرا أئمة الشيعة من التيسير لمذهبهم في قواعد السنة، لأنه كما قال: "إذا كان عكس ذلك "لن أسكت وسأنتصر لسنة رسول الله وسنين الحقائق"، لكن ذلك سيكون "احتكاكا بين أهل المذاهب الإسلامية" لا يريد الشيخ الوصول إليه، فالهدف جمع كلمة الأمة "إذا أردنا أن نجمع ولا نفرّق، نبني ولا نهدّم، فلا يعتدي أهل مذهب على قواعد المذهب الآخر"، وكان موقفه خلال حرب لبنان الصائفة الماضية واضحا، إذ قال: "وقفت مع نصر الله في الحرب على لبنان وناصرته، ورديت الفتوى السعودية التي تقول بأنهم شيعة وحربهم باطلة، لكنني وقفت ضد التشيع بعد الحرب، عندما وجدت أنهم يريدون استغلال الموقف". وقد وجهه سماحته نداء "الجزائر بلد مالكي، اتركوا أهل السنة لمذاهبهم".فيما ذهب الدكتور محمد بن بريكة، المنسق الأعلى للطريقة القادرية في الجزائر وعموم إفريقيا، إلى المطالبة من السلطات الجزائرية بالتعجيل في استحداث منصب ''مفتي الجمهورية'' لدعم جهاز المناعة الثقافي الضعيف أصلا، الذي يسهل حسبه اجتياح المد الشيعي وتناميه، قبل أن يحذر من أن ''التشيّع هو الفتنة القادمة بعد التطرف الوهابي وفتنة اللامذهبية''. واعتبر ذات المتحدث خطر التشيّع قائما في ظل السكوت العام على هذه الظاهرة التي تهدد الجزائر أمنيا بالدرجة الأولى، وحث وسائل الإعلام على متابعة الظاهرة. مذكرا الأحزاب ''الغارقة في حمى الانتخابات'' بالواجب الواقع عليهم.

للعلم الحكومة الجزائرية أقدمت في مارس 1993، على قطع علاقاتها الديبلوماسية مع إيران على خلفية "دعم إيران السياسي والإعلامي للجبهة الإسلامية للإنقاذ"، واتهام طهران بالتدخل في الشؤون الداخلية الجزائرية. كما تراجعت الجزائر عن رعاية المصالح الإيرانية في أميركا. وقد أعيدت العلاقات الدبلوماسية بين البلدين رسميا في سبتمبر 2000. وتم تبادل السفراء في أكتوبر2001. زار الرئيس بوتفليقة إيران في أكتوبر 2003 كما زار الرئيس الإيراني السابق محمد خاتمي الجزائر في أكتوبر2004 وكان بذلك أول رئيس إيراني يزور الجزائر منذ الثورة سنة 1979. وقد أعلنت إيران عن دعمها سياسة بوتفليقة الساعية إلى المصالحة الوطنية.

ملاحظات لابد منها

إن الحديث عن الشيعة في الجزائر لا يجب أن يدفع إلى الاعتقاد أنهم يشكلون "طائفة" بما يفتح الأبواب أمام الحديث عن "الطائفية" في الجزائر. هذه المسألة غير مطروحة بالمرة في الجزائر التي عرفت بوحدة أبنائها ونبذهم لكافة مظاهر التفرقة على أساس عرقي أو ديني أو مذهبي أو قبلي أو جهوي. هذا وللعلم أنه إذا ثبت أنه يوجد عدد كبير من الشيعة في الجزائر، فمثلهم مثل أقليات أخرى منها كالجالية المسيحية كلها تمارس طقوسها وشعائرها بحرية دون أن يشكلوا أي تهديد للنسيج الاجتماعي.

الخميس، 19 أبريل 2007

L'Emir Abd-El-Kader : UN COMBAT D'UN VISIONNAIRE



L'Emir Abd-El-Kader et les prémices de l'Etat Algérien moderne


La formation:

Abd-El-Kader est né à la Guetna près de Mascara en 1808, élevé dans la zaouïa paternelle dirigée par si Mahieddine, il reçoit une éducation solide qu 'il complète auprès des maîtres éminents à Arzew et à Oran. Il apprend les sciences réligieuses,la littérature arabe, l'histoire, la philosophie, les mathématiques, l'astronomie, la médecine... Platon et Aristote, AI-Ghazâli, Ibn Rushd et Ibn Khaldûn lui sont familiers, comme en témoignent ses écrits. Toute Sa vie, il étudie et développe sa culture.

Le pèlerinage:

Il effectue le pèlerinage à la Mecque avec son père en 1826 et prend contact avec l'orient. Les pèlerins se rendent ensuite à Baghdad pour visiter le tombeau de Sidi Adelkader Djilâni, fondateur de la confrérie al-Qàdiriyya à laquelle se rattache la zaouïa de la Guetna. Ils échappent ainsi aux menaces du bey d'Oran qui a pris ombrage de l'autorité spirituelle de Si Mahieddine et de son fils en Oranie.


L'engagement et la guerre:

Après la prise d'Alger en 1830, Si Mahieddine et le jeune Abd-El-Kader participent à la résistance populaire, Abd-El-Kader se distingue par son courage et son intelligence. Les tribus de l'ouest se réunissent et veulent choisir un chef pour détendre le pays. Si Mahieddine , sollicité, s'excuse en raison de son âge et propose son fils Abd-EI-Kader qui fait l'unanimité, il est investi en qualité d'Emir par une grande assemblée réunie près de Mascara, le 21 novembre1832. L'Emir s'engage à diriger la guerre contre l'occupation étrangère, il organise l'Etat national, constitue le gouvernement, désigne les Khalifas pour administrer les provinces, mobilise les combattants, crée une armée régulière! lève les impôts et rend la justice. Il signe le traité Desmichels avec le général d'Oran le 24 février 1834, ce traité reconnaît son autorité sur l'Ouest et le Chelf. Ratifié par le Gouvernement français, il est mal appliqué. Insaisissable, l'Emir se montre partout et nulle part, son infanterie et Sa cavalerie sont mobiles et efficaces.

Bugeaud et I'Emir :

Le général Bugeaud nommé à Oran négocie un nouveau traité avec l'Emir, le traité de la Tafna est signé le 30 mai 1837. L'Emir contrôle désormais l'ouest, le Titeri et une partie de l'algérois. Il consolide l'état, bâtit des villes fortifiées, fonde des ateliers militaires, soumet les rebelles et les collaborateurs. Le traité donne lieu à des contestations avec le Gouverneur Valée et la guerre reprend en novembre 1839. Bugeaud nommé gouverneur, veut occuper tout le pays, il pratique la méthode de la "terre brûlée', détruisant toutes les villes, les récoltes, troupeaux... L'Emir résiste avec énergie, remporte de brillants succès comme celui de Sidi Brahim (23 septembre 1845). Mais le pays est ruiné, les tribus sont épuisées, le soutien du Maroc fait défaut. L'Emir décide d'arrêter la guerre et choisit l'exil (décembre 1847). Le Gouvernement français accepte de le transporter en Orient.

La prison et l'exil :

L'engagement français n'est pas respecté. L'Emir est conduit à Toulon, puis à Pau et Amboise. Il est considéré comme prisonnier d'état jusqu'à octobre 1852, date à laquelle Napoléon III vient enfin le libérer. Il s'embarque pour la Turquie et s'installe à Brousse, puis se fixe définitivement à Damas où il reçoit un accueil triomphal. En dehors de quelques voyages et d'un nouveau pèlerinage, il ne quitte plus la Syrie et consacre son temps à la méditation, à la prière, à l'enseignement et aux oeuvres de bienfaisance. En 1860, les émeutes de Damas lui fournissent l'occasion de s'illustrer comme un personnage hors série. Il sauve des milliers de chrétiens du massacre et fait reculer les émeutiers. Plusieurs chefs d'Etat lui adressent des félicitations et des décorations, notamment ceux d'Angleterre, de Russie, de France... Célèbre et honoré, il s'éteint à Damas le, 26 mai 1883. Une foule considérable assiste à ses funérailles.

L'œuvre écrite :

L'Emir a beaucoup écrit. On peut citer notamment :

1-Dhikrâ al-âqiI, traduit en 1856, puis de nouveau en 1977 cette seconde traduction de R. KhawAm porte le titre de 'lettre aux français' ( réedit. Rahma. Alger). L'Emir y fait preuve d'une grande culture.

2 - AI-miqràdh aI-hâdd (réed. Rahma. Alger). Il s'agit d'une réfutation de ceux
qui s'attaquent àl'islam.

3 - AI-Sayra aI-dhàtiyya (autobiographie), éditée à Alger (Dar-al-Umma)

4 - AI-mawâqif (médiations mystiques) édit, de Damas et d'Alger (ENAG. 1996) 3 volumes.

5 -La correspondance dispersée dans plusieurs ouvrages ou dans les bibliothèques et qu'il faudrait éditer.

الثلاثاء، 17 أبريل 2007

Les évangélistes américains sionistes, le temple et le risque pour la mosquée AL-AQSA

La Mosquée Al-Aqsa plus menacée que jamais après que les médias et les critiques se laissent influencer par la campagne israélienne de désinformation
Par Ali Samoudi

Un cartographe éminent de Jérusalem a rapporté samedi que "la démolition et le creusement qui ont commencé à la Porte des Marocains donneront aux Israéliens et aux extrémistes juifs un libre accès à l'esplanade de la Mosquée, en même temps qu'Israël restreint la liberté de mouvement et d'accès aux Palestiniens."
La résistance populaire contre les agressions israéliennes continues sur la Mosquée Al-Aqsa, dans la Vieille Ville de Jérusalem Est, a pour le moment ralenti, alors que les forces israéliennes ont accéléré les creusements. Un nouveau tunnel sous les murs du site saint musulman est presque terminé, menaçant la Mosquée d'effondrement.

Le Directeur de la Mosquée Al-Aqsa, Sheikh Farid Yahya a déclaré que les forces israéliennes travaillent jour et nuit, à une vitesse sans précédent, pour creuser un tunnel masqué à la vue. Ils ont réussi à le faire, a dit le Sheikh samedi, en passant par une petite échoppe qu'ils ont achetée Rue Al Wad, près de Ras Al-Amud, pour 60.000 dollars.

Yahya a révélé qu'ils ont commencé à creuser le tunnel de l'intérieur, en travaillant clandestinement et rapidement, après avoir fermé les portes de la boutique. Le travail se poursuit dans plusieurs directions autour de la Rue Al-Wad qui mène aux portes de la Mosquée Al-Aqsa.

L'administration israélienne a apaisé la communauté internationale en installant une caméra à un des endroits des creusements et en montrant aux groupes d'enquêteurs une zone particulière de travail, déclarant qu'ils étaient en train de construire une synagogue juive, dit Yahya. "Ceci a lieu en plein jour, mais ils ont réussi à décrire ce qui se passe, dans les médias, comme étant tout à fait anodin. Ce n'est pas un incident individuel. L'examen montre que beaucoup de creusements menant à des prises totales ont commencé comme ça."

Le Sheikh poursuit : "Certaines organisations juives extrémistes ont comme projet de miner la Mosquée Al-Aqsa et de balayer la présence et l'histoire musulmane de la ville. Bien qu'à un moment, il y ait eu de nombreuses protestations et l'attention des médias, il semble que tout se soit calmé", note Yahya. "La situation est très dangereuse."

Un expert en colonies et directeur de la section cartographique de la société des études arabes à Jérusalem, Khalil Tafkaji, a dit que les forces israéliennes poursuivaient leur projet de prendre le contrôle total de Jérusalem occupée et d'établir un temple juif sur le terrain de la Mosquée.

"La construction s'effectue à un coût record, avec le nouveau tunnel démarré sous la Ville Sainte en 1998. La démolition et le creusement qui ont commencé Porte des Marocains donneront aux Israéliens et aux extrémistes juifs un libre accès à l'esplanade de la Mosquée, en même temps qu'Israël restreint la liberté de mouvement et d'accès aux Palestiniens."


Sourate Al-ikhlass a touché le coeur 'une famille juive qui s'est convertie à l'Islam

Sourate Al-Ikhlâs (Le culte pur) Pour écouter le coran cliquez ici

écouter la récitation


écouter et voir la traduction des sens
Quran - Surah 112 (The Purity)

Au nom d'Allâh, LeTrès Miséricordieux, Le Compatissant,

Dis: "Allah Lui est Unique, (1)
Allah L'Eternel ! (2)
Il n'a pas engendré et n'a pas été engendré. (3)
Il n'y a personne qui Lui soit égal. (4


CETTE SOURATE(4 versets) A CHANGÉ LA VIE DE CETTE FAMILLE. Ils ont embrassé l'islam aprés avoir été juifs. Ils expliquent ici ce qui les a incité à devenir musulmans et donnent un précieux conseil.



Famille Juive convertie à l'Islam