لقد نجح بعض الفتيان في قلب شجرة التعاليم الإسلامية فجعلوا الفروع الخفيفة جذوعها أو جذورا، وجعلوا الأصول المهمة أوراقا تتساقط مع الرياح!. وشرف الإسلام أنه يبني النفس على قاعدة «قد أفلح من زكاها وقد خاب من دساها» وأنه يربط الاستخلاف في الأرض بمبدأ «الذين إن مكناهم في الأرض أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر ****وأنا أتوجه إلى أمراء الجماعات الدينية الأكارم، والى الأوصياء الكبار على تراث السلف أن يراجعوا أنفسهم كي يهتموا بأمرين: أولهما: زيادة التدبر لآيات القرآن الكريم. وآخرهما: توثيق الروابط بين الأحاديث الشريفة ودلالات القرآن القريبة والبعيدة، فلن تقوم دراسة إسلامية مكتملة ومجدية إلا بالأمرين معا..

بصوت 17 قارئ

الأربعاء، 29 أغسطس 2007

الشيخ الغزالي يتحدث عن ابن باديس



بقلم : عبد الله بوفولة
قدر للشيخ الغزالي أن يزور الجزائر ويقيم في مدينة قسنطينة مدينة ابن باديس عاملا ومحاضرا في جامعة الأمير عبد القادر للعلوم الإسلامية بل إنه أسهم إسهاما لا يقدره ويعرفه له إلا الرجال العاملون المخلصون المختفون في تأسيس المناهج التي تسير عليها الآن طبعا لا ننسى جهد صاحبه وأخيه الدكتور يوسف القرضاوي حفظه الله ونفع به وأطال في عمره وبارك له جهوده.. كما لا ننسى أن كلا الرجلين ينتمي لمدرسة الإخوان المسلمين التي أسسها حسن البنا رحمه الله.. غير أن الشيخ الغزالي كان قد خرج منها أو إن شئت فقل تمرد عنها بسبب خلافات مع سيد قطب ليس هنا مجال الخوض فيها.. ومن حق الشيخ الغزالي علي أن أذكر بعض ما كان لي معه – رحمه الله- ولا يعرفه الناس خاصة وأن الجيل الصاعد من الشباب يجهل التاريخ بل ويحتقر الناس و لا يرى نفعا سوى في الإمعان في العناد ويظن أنه وحده العارف العالم بالرجال ولو كان دلك عن طريق الكتب..
من حق الشيخ الغزالي رحمه الله أن أذكر بعض ما كان بيننا فلقد زرته في القاهرة بعدما غادر الجزائر وكان مريضا كان رفيقي في الزيارة الأستاذ محمد ناصر الأطرش الذي يقيم في ستراسبورغ الآن ويقوم بدور عظيم في ديار الغربة
وحديث الشيخ الغزالي عن ابن باديس الذي نورده بعد قليل عبارة عن حوار أجراه الأستاذ أحمد بوشبعة على هامش الندوة الفكرية التي جرت وقائعها في جامعة الأمير عبد القادر بمناسبة يوم العلم وكان عنوانها العلم والدين ونشرت يوم الخميس 17 أفريل 1986 بجريدة النصر: نص الحوار:

س1- ما مكانة ابن باديس في النهضة العربية الإسلامية؟
ج1-أحد القادة الرواد الدين حاربوا الاستعمار الثقافي بقدرة ونجاح، وأثره مقدور ومشكور في العالم العربي كله لا في الجزائر وحدها، ونحن نعتبره طليعة موفقة مباركة في خدمة الإسلام وأمته.
س2- هل من مقارنة بين ابن باديس وإصلاحه في الجزائر والمغرب العربي، ونضال رواد النهضة في المشرق العربي؟
ج2- الشبه قائم ولا يمكن إنكاره وقد عاصرت نهضات إسلامية كثيرة في مصر ودمشق وفي مكة وبغداد وبقية العواصم العربية، فوجدت أن الشبه مشترك، لأن المنبع واحد ولأن الآلام متشابهة ولأن طريقه في الجهاد الذي رسمه الإسلام، وحد بين الأوائل والأواخر والمتعاصرين في طريق النهضة والهدف الذي تشتاق إليه الجماهير.
س3- ابن باديس العالم والمجاهد والمضلح اقتلع الاستعمار من جذوره الأولى، بما قدمه من التعبئة والتوحيد والإعداد لأفراد الشعب في مواجهة المحتل الغاصب، حدثنا ولو بإيجاز عن ابن باديس كمصلح وثائر؟.
ج3-أنا لم أستمع إلى ابن باديس لأني لم أعاصره ولكن قرأت له تفسيره، وهو تفسير دقيق يدل على إحاطة الرجل بعلوم القرآن الكريم واستيعاب لهداياته، كما قرأت شروحه للسنة النبوية، فقد كان متصلا بروح الرسالة وبالنبي صلى الله عليه وسلم ومقتفيا لآثاره، الرجل يجمع بين الأدب لأن عباراته في الدرجة الأولى من البيان السليم ويجمع إلى جانب أدائه العربي التحقيق العلمي والحس التاريخي والرواية الدقيقة لتاريخ المسلمين، وحساب الاقتباس منه، جهل الأمة الجزائرية تنهض من كبوتها وتؤدي حق الله عليها في محاربة الاستعمار الذي نكبت به، وقد نجح الرجل فعلا، ويمتاز الاستعمار بأنه يجمع بين الغزو العلمي والأدبي والاقتصادي العسكري وهو استعمار مضاعف الأوزار، على قدر أهل العزم تأتي العزائم، فالرجل استطاع أن يواجه هدا الاستعمار المضاعف القيود. ونجح في تعبئة أناس كثيرين يحملون علم الحرية واستطاع كذلك أن ينجح في إبقاء الشخصية الجزائرية مسلمة وعربية وهذا هو قمة التوفيق.
س4- الجهود الإصلاحية في أحوال المسلمين في عالم اليوم هل هي كفيلة بضمان المكانة والوجود الحضاري المتميز لأمة الإسلام أم أن الأمر يحتاج إلى مجهود آخر كيف وما الوسيلة؟
ج4- الذي لاحظناه أن الصحوة الإسلامية استيقظ لها أعداؤها على عجل وضاعفوا العوائق أمامها، ومن هنا فإن الدين يقومون بالصحوة أن يضاعفوا إلى التبعات الأولى العوائق الجديدة المضاعفة إلى التبعات الأولى حتى يستطيعوا أن ينجحوا في هده المعركة الضارية. إن أعداءنا كأنما هم يحققون قوله تعالى لا يزالون يقاتلونكم حتى يردوكم عن دينكم إن استطاعواً. فيجب أن لا نتوقع هدنة منهم، ويجب أن تستعد دائما للكفاح في ميادين لا حصر لها حتى نستطيع أن نبلغ أهدافنا التي رسمناها لأنفسنا أو التي يقودنا القدر إليها.
س5- إلى أي حد وصل الاهتمام بدراسة وبحث آثار ابن باديس في المشرق العربي؟ وكيف كنتم تنظرون إليه في الثلاثينات؟
ج5- ابن باديس كبقية القادة العرب والمسلمين لم يظفروا بالتقدير الذي يستحقه، لأن العرب كما قال مبتلون بالنسيان وخصوصًا نسيان القادة الكبار، وموقفنا من التاريخ الإسلامي إلى إعادة نظر لأن أبطالنا كثيرون ومع ذلك سمحنا للتراب أن يهال عليهم، فلم نحسن اقتناء آثارهم ولا تجديد سيرهم ونحن أولى الناس بأن ننتفع بتراب الآباء والأجداد، ابن باديس كما قلت كتب عنه كتاب أو كتابين بينما كتب في نابليون بونابرت نحو مائتي كتاب لماذا لأن هؤلاء يقدرون رجالهم أكثر مما نقدر نحن عظماءنا إلى الآن مالك بن نبي في الجزائر وابن باديس وأحب أن ألفت النظر إلى الشيخ البشير الإبراهيمي وهو من علماء الجزائر أو ممن كانوا يعملون مع ابن باديس، عندما قدم إلى القاهرة لم يوضع في مجمع اللغة العربية من باب التشريف أو إكرام زائر غريب له مكانة في بلده.. الرجل كان موسوعة لغوية، وكان من أقدر الناس على الخطابة بأسلوب بلغ به القمة في الأداء وفي إحياء التراث الأدبي. هل يستطيع المعاصرون أن يحيوا مثل هده الذكريات وأن يجعلوها أمام الأجيال التي ننشئها الآن وسط مقاومات كبيرة للإيمان وللأصالة وللتراث الصحيح، لا تزال أمتنا بحاجة إلى أنشطة مقوية في هدا الموضوع.
س6- ما هي أحسن هدية تقدم لهدا الرجل العظيم في ذكراه؟
ج6- أحسن هدية في نظري أن الجامعة الإسلامية في قسنطينة تتسع دائرتها وتتفتح أمامها الميادين، لتخدم رسالة ابن باديس وهي رسالة الإسلام وهي الرسالة التي من أجلها أنشئت جمعية العلماء. فإن حاضر الجزائر يجب أن يكون موصولا بماضيها والغرس القائم يغذي من هدا الماضي لأن عناصر الخصوبة فيه هي التي تمنح النمو وتمنح النضج وتمنح حلاوة الثمار.

الثلاثاء، 28 أغسطس 2007

الشيخ شيبان يدعو للدفاع عن الإسلام: برلماني هولندي يسيءللقرآن




طالب عضو بالبرلمان الهولندي الحكومة بإصدار قرار يحظر القرآن ويصادر تداوله أو بيع المصاحف على الأراضي الهولندية· قال جريت فيلدرز، رئيس حزب الحرية، في رسالة خطية وجهها للبرلمان وللصحف الهولندية، ''إن هذا الكتاب (المصحف الشريف) كان يجب حظر تداوله أو ترويجه في هولندا منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية، لأنه كتاب فاشي ذو تعاليم فاشية''·وتأتي هذه الإساءة للإسلام، في حلقة جديدة من مسلسل هجوم الغرب على الإسلام والمسلمين، حيث أضاف فيلدرز، ''يجب حظره على غرار الحظر المفروض على كتاب ''كفاحي'' الفاشي لأدولف هتلر زعيم النازية، وإن المسلمين يتخذونه ذريعة ووحيا لفكر العنف واستخدام التطرف''·وكرد فعل على دعوة النائب الهولندي، أكد الشيخ عبد الرحمن شيبان، رئيس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين، أن هذه الدعوة ''تعد اعتداء على حقوق الإنسان وحق العقيدة''· مضيفا في اتصال هاتفي مع ''الخبر'' بأن ''على الدول العربية والإسلامية أن تواجه مثل هذا الاعتداء والعدوان، خصوصا المنظمات الإسلامية''· وأشار الشيخ، بلغة المتحسر، ''هل أن الأمة الإسلامية هانت حتى أصبحت الإساءة تتوالى عليها من كل الجهات؟''·كما أكد أعضاء البرلمان المصري أن الحكومة مطالبة بتجميد كافة اتفاقيات التعاون بين مصر وهولندا، إضافة إلى تجميد قبول اتفاقيات المنح والقروض وتجنب عرضها على البرلمان خلال هذه المرحلة·

الاثنين، 27 أغسطس 2007

القرضاوي الإنسان .. إمام عصره , بقلم ا لأستاذ محمد عبد القدوس

القرضاوي الإنسان .. إمام عصره

الأستاذ محمد عبد القدوس
أ. محمد عبد القدوس*- موقع القرضاوي/ 27-8-2007

وظيفتي فى الدنيا الكتابة، وأعترف لكم أن هذا المقال من أصعب ما كتبته في حياتي، وترددت فيه كثيراً من منطلق الحب والخوف معاً!.

وأشرح ما أعنيه قائلاً .. إنني أحب أستاذي فضيلة الشيخ العلامة يوسف القرضاوي جداً جداً؛ ولذلك خشيت ألا تكون كلماتي فى مستوى حبي له! ومن جهة أخرى انتابني خوف من مجاملته بكلمات بعيدة عن أحوال واقعه وحياته؛ فأظهره وكأنه " السوبرمان" صاحب القدرات الخارقة . وحيث إنني أكتب عن الشيخ يوسف القرضاوي الإنسان، ويشاركني فى الكتابة عنه كبار الدعاة من كل مكان، فهي مسابقة عالمية فى حبه خشيت أن أتخلف فيها أو أكون فى آخر السباق! لكنني توكلت على الله وقلت: بسم الله الرحمن الرحيم، وسطرت تلك الكلمات، وواثق أن قلمي لن يخذلني لأنه يستمد مداده بإذن الله من حب مفتوح العينيين وليس أعمى.

طالع النص الكامل للمقال

_______________________

** كتبت هذه المقالة بهدف مشاركة الأستاذ محمد عبد القدوس ضمن فعاليات " ملتقى الإمام القرضاوي بين التلاميذ والأصحاب" والذى عقد فى الفترة من 14 إلى 16 يوليو 2007 ، في العاصمة القطرية الدوحة

القرضاوي يطمئن محبيه ويغادر المستشفى اليوم

تاريخ النشر: الإثنين 27 أغسطس 2007

ا

طفل يشير بإصبعه إلى ملصق خاص بالعلامة القرضاوي فى ملتقاه
لجزائر- عبد الرحمن أبو رومي/ 26-8-2007

الجزائر- أكد العلامة الشيخ يوسف القرضاوي أنه سيغادر المستشفى العسكري في عين النعجة بالجزائر اليوم الأحد بعد خضوعه للعلاج إثر إصابته بوعكة صحية بسيطة.

وأضاف الشيخ في اتصال هاتفي مع صحيفة "الشرق اليومي" الجزائرية أنه ساءه مبالغتها في وصف حالته الصحية، وتصويرها بأنها حرجة للغاية، وأنه تحت العناية المركزة، وقال: "كل هذا عارٍ من الصحة كما أنه يقلق كثيرا من الناس ويتسبب في إزعاجهم بدون مبرر".

وأردف معاتبا: "كنت أحب لصحيفة مثل (الشروق اليومي) أن تتحرى الحقيقة، وتأخذها من مصادرها وهي متوافرة

وبين الشيخ القرضاوي، رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، أن نقله إلى المستشفى كان بسبب "وعكة شخصت على أنها بداية قرحة، وتم علاجها دون اللجوء إلى عملية جراحية".

وأرسل القرضاوي إشارات طمأنة وشكر لكل محبيه قائلا: "أطمئن كل الذين أقلقهم الخبر داخل العالم الإسلامي وخارجه أني بخير وعافية بعد العلاج الذي تلقيته من الأطباء، وقد أصبحت في حالة طيبة".

وكان الشيخ قد دخل المستشفى قبل ثلاثة أيام أثناء تواجده في زيارة خاصة بالجزائر. ومن المقرر أن يعود إلى مصر نهاية هذا الشهر لقضاء بضعة أيام قبل العودة إلى مقر إقامته الدائم بالعاصمة القطرية الدوحة، بحسب مصادر جزائرية.

منارة العالم الإسلامي

وفي الوقت الذي حرصت فيه إدارة المستشفى على منع الاتصال المباشر بالشيخ القرضاوي أو زيارته لتوفير أجواء الراحة له، أعربت شخصيات إسلامية بارزة وكثير من الجزائريين عن أمنياتهم بالشفاء العاجل للشيخ الذي يعد "منارة من منارات العالم الإسلامي".

وأبدى الشيخ عبد الرحمن شيبان، رئيس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين، انشغاله العميق بالوضع الصحي للشيخ القرضاوي، متمنيا له الشفاء العاجل.

وقال شيبان لـ"إسلام أون لاين. نت": "الشيخ القرضاوي من أبرز أعلام الأمة الإسلامية، وله فضل كبير على الإسلام والمسلمين بإسهاماته الدعوية".

وبدوره، قال الدكتور عبد الرزاق مقري، نائب رئيس حزب حركة مجتمع السلم (حمس)، رئيس مجلس إدارة مؤسسة القدس العالمية (فرع الجزائر): "للشيخ القرضاوي مكانة خاصة في قلب الأمة الإسلامية، لذلك فإن خبر مرضه يبعث في نفوسنا الحزن والألم، ولا يسعنا إلا الدعاء له".

وسأل فاتح ربيعي، رئيس حركة النهضة، الله تعالى أن يعجل بشفاء الشيخ، وأن يطيل في عمره، "فالرجل منارة من منارات العالم الإسلامي".

وتابع: "تواجده بيننا يساهم في الدفاع عن قضايا الأمة ورفع هممها، فهو عالم رباني جمع بين العلم والعمل وفقه الشرع والواقع، ويمثل فكرا وسطيا معتدلا".

وأعرب أبو أيوب يحيى بوعراب، الداعية السلفي المعروف بالجزائر، عن حزنه لمرض الشيخ: "أتمنى للشيخ الجليل الشفاء العاجل، والتمتع بالعافية، وأن ينفعنا الله بعلمه، ويعيده للأمة سالما".

عالم العصر

وعلى الصعيد الشعبي، قال محمد، مدير مكتبة "العالمية" الدينية بالعاصمة، إنه تلقى الخبر بقلق بالغ، داعيا الله أن يمد في عمر الشيخ الذي وصفه بأنه "عالم العصر، لطريقته المثلى في الدعوة، وعدم تشدده في سائر القضايا المطروحة على الساحة الإسلامية".

إيمان، الطالبة بقسم الترجمة بالجامعة المركزية، قالت: إن خبر مرض الشيخ القرضاوي: "كان أول ما أثار انتباهي خلال تصفح "الشروق اليومي"، وأسأل المولى تبارك وتعالى أن يرزقه الشفاء العاجل.

وأردفت: "الأمة بحاجة إليه في زمن كثرت فيه الفتن، فالمسلمون بأمس الحاجة حاليا لمن يبصرهم بأمور دينهم ويرفع عنهم ظلمات الجهل".

أما رتيبة، ربة منزل، فلفتت إلى أنها تعرفت على شخصية الشيخ القرضاوي من خلال برنامج "الشريعة والحياة" الذي تبثه قناة "الجزيرة" الفضائية، مضيفة: "لا يسعني إلا أن أتضرع لله أن يشفي الشيخ ويرزقه السلامة. قلوب الجزائريين مع الشيخ وتتمنى له الشفاء".

اهتمام بوتفليقة

ولمكانة الشيخ القرضاوي في قلوب المسلمين، أولاه الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة، اهتماما خاصا، إذ يشرف على علاجه الفريق الطبي الخاص بالرئيس، والذي يضم شقيقه مصطفى.

وذكرت "الشرق اليومي" أن الرئيس بوتفليقة يتابع شخصيا وباهتمام بالغ حالة الشيخ الصحية منذ الدقائق الأولى لدخوله المستشفى.

ويعد الشيخ القرضاوي من أبرز دعاة الوسطية الإسلامية التي تجمع بين السلفية والتجديد، وتمزج بين الفكر والحركة، وتركز على فقه السنن، وفقه المقاصد، وفقه الأولويات، حيث عرف بمنهجه الذي يتميز بالرؤية الشاملة المتوازنة والمستنيرة، والتي تقوم على التيسير في الفتوى، والتبشير في الدعوة، وعلى الموازنة بين ثوابت الشرع ومتغيرات العصر.

وحصل القرضاوي (81 عاما) على عضوية عدد من المجامع والمؤسسات العلمية والدعوية والعربية والإسلامية والعالمية، منها: المجمع الفقهي لرابطة العالم الإسلامية بمكة، والمجمع الملكي لبحوث الحضارة الإسلامية بالأردن، ومركز الدراسات الإسلامية بأكسفورد، فضلا عن رئاسته للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين.

كما نال العديد من التقديرات، حيث حصل على جائزة البنك الإسلامي للتنمية في الاقتصاد الإسلامي، كما حصل على جائزة الملك فيصل العالمية في الدراسات الإسلامية، وجائزة العطاء العلمي المتميز من رئيس الجامعة الإسلامية العالمية بماليزيا لعام 1996

السبت، 25 أغسطس 2007

عريضة لترشيح بوتفليقة لجائزة نوبل


عريضة لترشيح بوتفليقة لجائزة نوبل
أطلقت مجموعة من الباحثين ورجال الأعمال الجزائريين المقيمين في أوروبا عريضة لجمع الإمضاءات، تدعو لمنح جائزة نوبل للسلام لعام 2008 لرئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة·تهدف هذه العريضة، التي أطلقها كل من الباحث بالطيب يوسف من جامعة ''دندي'' ببريطانيا، والسيد سراي زهير مدير المركز الجزائري البريطاني للاستثمار، والسيد طارق شيروف إطار بالأمم المتحدة بجنيف السويسرية، إلى جمع أكبر عدد من التوقيعات لتقديم ترشيح رئيس الجمهورية للحصول على جائزة نوبل لسلام لسنة 2008 ''وهذا نظير مجهوداته لاسترجاع السلام في الجزائر'' من خلال مشروع المصالحة الوطنية، كما يقول أصحاب العريضة·وقد أرسل القائمون على هذه العريضة رسالة مطولة يقدمون فيها مسار الرئيس بوتفليقة من مجاهد في الثورة إلى وزير في الحكومة ثم رئيسا للجمهورية منذ .1999 ويقولون إنهم استطاعوا جمع 1200 توقيع من أوروبا وأمريكا، يتقدمهم الرئيس الفنزويلي هيغو شافيز والنائب في البرلمان الأوروبي الفرنكو ألماني دانيال كوهن بنديت·

الأربعاء، 22 أغسطس 2007

تصريحات ساركوزي بشأن اعتذار فرنسا للجزائر غير مسؤولة



الهيئة الوطنية لتحرير العلاقات الجزائرية الفرنسية من الفكر الاستعماري في ذكرى 20 أوت

تصريحات ساركوزي بشأن اعتذار فرنسا للجزائر غير مسؤولة
جددت الهيئة الوطنية لتحرير العلاقات الجزائرية الفرنسية من الفكر الاستعماري، موقفها المتمسك بمطالبة الدولة الفرنسية بالاعتذار عن جرائم فرنسا الاستعمارية، ووصفت تصريحات ساركوزي الأخيرة بالعدوانية· وفي بيان، وقّعه أمس الناطق الرسمي أحمد بن سعيد، استنكرت الهيئة ذاتها تصريحات الرئيس الفرنسي غداة زيارته للجزائر في جويلية الفارط، وقال فيها ''لم آت إلى الجزائر لتقديم أي اعتذار· لا أقبل أن أتسبب في جرح مشاعر الفرنسيين''·· وهي التصريحات التي اعتبرها البيان ذاته استهتارا ووصفها باللامسؤولة· وأنهت الهيئة إلى علم الرئيس الفرنسي أن ''الجزائريين لا يطلبون اعتذار ساركوزي ولا غيره من الرؤساء الفرنسيين، بل اعتذار الدولة الفرنسية عن كل الجرائم الاستعمارية التي قامت بها من 1830 إلى .''1962وذكّر البيان الصادر بمناسبة الاحتفال بذكرى مؤتمر الصومام، بالعديد من الأحداث التاريخية التي آلمت الشعب الجزائري وأضرّت بمصالحه ومصالح بلده طيلة 130 سنة من الاستعمار، وجددت الهيئة بالمناسبة مطالبها المتعلقة بإبداء حسن النية في معاملة مهاجرينا بفرنسا، وإعلان هذه الأخيرة استعدادها لتسديد ما عليها من ديون تاريخية مقدرة بـ 57 مليون فرنك فرنسي في تلك الحقبة ''على أن تحدد قيمتها الحالية''، إلى جانب إلغاء قانون 23 فيفري ,2005 والعمل بجدية على تطوير العلاقات الجزائرية الفرنسية بما يخدم مصلحة الشعبين اقتصاديا وثقافيا واجتماعيا، والسماح للجزائر باسترجاع أرشيفها، ووضع الأرشيف المشترك تحت تصرف الباحثين والمؤرخين مع محاسبة، مجرمي الحرب عن تجاوزاتهم المرتكبة خاصة في فترة حرب التحرير

السبت، 11 أغسطس 2007

نظرات في فقه جماعات العنف /د.يوسف القرضاوي


تاريخ النشر: السبت 11 أغسطس 2007
د.يوسف القرضاوي/ 6-8-2007

إن العنف الذي تمارسه بعض الجماعات التي تنسب للإسلام، إنما هو إفراز لفلسفة معينة تتبناها هذه الجماعات، وثمرة لفقه خاص له وجهته ومفاهيمه وأدلته التي تستند إليها هذه الفئة من الناس.

ومن نظر إلى جماعات العنف القائمة اليوم في عالمنا العربي مثلا وجد لها فلسفتها ووجهة نظرها وفقهها الذي تدعيه لنفسها وتسنده بالأدلة من القرآن والسنة ومن أقوال بعض العلماء.

صحيح أنها تعتمد على المتشابهات وتدع المحكمات، وتستند إلى الجزئيات وتهمل الكليات، وتتمسك بالظواهر وتغفل المقاصد، كما تغفل ما يعارض هذه الظواهر من نصوص وقواعد، وكثير ما تضع الأدلة في غير موضعها، وتخرجها عن سياقها وإطارها، ولكن -على أية حال- لها فقه مزعوم يبرر العنف، ويروج لدى بعض الأغرار من الشباب والسطحيين من الناس الذين يقفون عند السطوح ولا يغوصون في الأعماق، وأساسه فقه الخوارج قديما الذين كانوا يقرءون القرآن لا يجاوز حناجرهم.

البداية بالأوطان!

بدأت هذه الجماعات العنف في داخل أوطانها أنفسها، أي العنف ضد الأنظمة الحاكمة. فعلى أي أساس بررت ذلك وأجازته من الوجهة الشرعية، في نظرها على الأقل؟

إن فقه جماعات العنف يقوم على أن الحكومات المعاصرة حكومات كافرة، لأنها لم تحكم بما أنزل الله، واستبدلت بشريعته المنزلة من الخالق القوانين التي وضعها المخلوق، وبهذا وجب الحكم عليهم بالكفر والردة، والخروج من الملة، ووجب قتالها حتى تدع السلطة لغيرها، إذ كفرت كفرا بواحا عندهم فيه من الله برهان.

ويؤكد فقه هذه الجماعات كفر هذه الأنظمة الحاكمة بأمر آخر، وهو أنها توالي أعداء الله من الكفار الذين يكيدون للمسلمين، وتعادي أولياء الله من دعاة الإسلام الذين ينادون بتحكيم شرع الله تعالى، وتضطهدهم وتؤذيهم، والله تعالى يقول: (ومن يتولهم منكم فإنه منهم) [المائدة:51].

والحكومات المعاصرة تعارض هذه التهم بدعاوى مختلفة، منها: أنها تعلن أن دينها الرسمي هو الإسلام، وأنهم ينشئون المساجد لإقامة الصلاة، ويعينون الأئمة والخطباء والمؤذنين، ويؤسسون المعاهد الدينية، والكليات الشرعية، ويوظفون الوعاظ ومدرسي الدين في المدارس وغيرها، ويحتفلون برمضان وعيدي الفطر والأضحى، ويذيعون تلاوة القرآن في الإذاعات والتلفازات، إلى غير ذلك من المظاهر الدينية، التي تثبت إسلامية الدولة بوجه من الوجوه.

كما أن بعض دساتير هذه البلاد يعلن أن الشريعة مصدر رئيس أو المصدر الرئيس للتقنين، وبعضها يعتذر بضعفه أمام قوى الضغط الغربي، وبعضها وبعضها...

فهمهم لابن تيمية

كما تعتمد جماعات العنف على فتوى الإمام ابن تيمية في قتال كل فئة تمتنع عن أداء شريعة ظاهرة متواترة من شرائع الإسلام، كالصلاة أو الزكاة أو الحكم بما أنزل الله في الدماء والأموال والأعراض أو الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، إلى آخره. وهو ما اعتمد عليه كتاب (الفريضة الغائبة) لجماعة الجهاد في مصر، وجعل هذه الفتوى الأساس النظري لقيام تلك الجماعة، وتسويغ أعمالها كلها.

ويستدلون أيضا بقتال أبي بكر ومن معه من الصحابة رضي الله عنهم لمانعي الزكاة، فكيف بمن يمتنعون عن تطبيق أكثر أحكام الشريعة، برغم مطالبة جماهير الناس بها، بل هم أشد الناس خصومة لهؤلاء، وتضييقا عليهم، ومعاداة لهم؟!

ونسي هؤلاء أن الذي يقاتل هذه الفئة الممتنعة ولي الأمر، وليس عموم الناس، وإلا أصبح الأمر فوضى!.

الطعن في شرعية الأنظمة

وتعتمد جماعات العنف أيضا على أن هذه الأنظمة غير شرعية، لأنها لم تقم على أساس شرعي من اختيار جماهير الناس لها، أو اختيار أهل الحل والعقد، وبيعة عموم الناس، فهي تفتقد الرضا العام، الذي هو أساس الشرعية، وإنما قامت على أسنة الرماح بالتغلب والسيف والعنف. وما قام بقوة السيف يجب أن يقاوم بسيف القوة، ولا يمكن أن يقاوم بسيف القلم!.

ونسي هؤلاء ما قاله فقهاؤنا من قديم: إن التغلب هو إحدى طرائق الوصول إلى السلطة، إذا استقر له الوضع ودان له الناس.

وهذا ما فعله عبد الملك بن مروان، بعد انتصاره على ابن الزبير رضي الله عنه، وقد أقره الناس، ومنهم بعض الصحابة مثل ابن عمر وأنس وغيرهما، حقنا للدماء ومنعا للفتنة، وقد قيل: سلطان غشوم خير من فتنة تدوم. وهذا من واقعية الفقه الإسلامي، ورعايته لتغير الظروف.

تغييرهم للمنكر باليد

وترى جماعات العنف كذلك أن هذه المنكرات الظاهرة السافرة -التي تبيحها هذه الحكومات- من الخمر والميسر والزنا والخلاعة والمجون والربا وسائر المحظورات الشرعية: يجب أن تغير بالقوة لمن يملك القوة، وهي ترى أنها تملكها، فلا يسقط الوجوب عنها إلى التغيير باللسان بدل اليد، كما في الحديث الشهير: "من رأى منكم منكرا فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، ومن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان" رواه مسلم.

ويغفل هؤلاء الضوابط والشروط اللازمة لتغيير المنكر بالقوة التي قررها العلماء.

تكفيرهم للمجتمعات

وبعض هذه الجماعات تنظر إلى المجتمع كله أنه يأخذ حكم هذه الأنظمة التي والاها ورضي بها، وسكت عنها، ولم يحكم بكفرها، والقاعدة التي يزعمونها: أن من لم يكفِّر الكافر فهو كافر!.

وبهذا توسعوا وغلوا في التكفير وكفروا الناس بالجملة.

وعلى هذا لا يبالون من يقتل من هؤلاء المدنيين الذين لا ناقة لهم في الحكومة ولا جمل؛ لأنهم كفروا فحلت دماؤهم وأموالهم!.

كما يرون بالنظر إلى الأقليات غير المسلمة أنهم نقضوا العهد بعدم أدائهم للجزية، وبتأييدهم لأولئك الحكام المرتدين وأنظمتهم الوضعية، ولرفضهم للشريعة الإسلامية، وبهذا لم يعد لهم في أعناق المسلمين عهد ولا ذمة، وحل دمهم ومالهم. وبهذا استحلوا سرقة محلات الذهب من الأقباط في مصر، كما استحلوا سرقة بعض المسلمين أيضا.

استباحة دماء السياح

وهم يرون أن السياح وأمثالهم الذين يدخلون بلاد المسلمين بتأشيرات رسمية، وترخيصات قانونية، والذين يعدّهم الفقهاء (مستأمنين) ولو كانت دولهم محاربة للمسلمين، يرون هؤلاء مستباحي الدم، لأنهم لم يأخذوا الإذن من دولة شرعية؛ لأن بلادهم نفسها محاربة للإسلام، فلا عهد بينهم وبين المسلمين. والواجب أن يقاتل هؤلاء ويقتلوا، فلا عصمة لدمائهم وأموالهم!.

وكذلك يقول هؤلاء عن الدول الغربية -التي يقيم بعض هؤلاء فيها- وقد أعطتهم حق الأمان أو حق اللجوء السياسي لمن طردوا من بلادهم الأصلية، فآوتهم هذه الدول من تشرد، وأطعمتهم من جوع، وآمنتهم من خوف، يقول هؤلاء بكل جرأة وتبجح: "إن هذه الدول كلها كافرة محاربة للإسلام وأمته، ويجب أن نقاتلهم جميعا حتى يُسلموا فيَسلَموا، أو يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون".

ولما سئل بعضهم عن إقامته في هذه البلاد، قال: "إنها كدورة المياه، نستخدمها للضرورة رغم نجاستها! وهؤلاء الكفار دماؤهم حلال، وأموالهم حلال للمسلمين، بنصوص الدين".

ويذكرون هنا آيات وأحاديث يضعونها في غير موضعها، فإذا واجهتهم بغيرها من الآيات والأحاديث التي هي أكثر منها وأظهر وأصرح، قالوا لك: هذه نسختها آية السيف!.

هذا هو فقه جماعات العنف باختصار، الذي على أساسه ارتكبوا ما ارتكبوا من مجازر تشيب لهولها الولدان، وتقشعر من بشاعتها الأبدان، ضد مواطنيهم من مسلمين وغير مسلمين، وضد السياح وغيرهم من الأجانب المسالمين.

وهو بلا ريب فقه أعوج، وفهم أعرج، يعتوره الخلل والخطل من كل جانب. ويحتاج من فقهاء الأمة إلى وقفة علمية متأنية لمناقشتهم في أفكارهم هذه، والرد عليهم فيما أخطئوا فيه في ضوء الأدلة الشرعية من القرآن والسنة وإجماع الأمة.