لقد نجح بعض الفتيان في قلب شجرة التعاليم الإسلامية فجعلوا الفروع الخفيفة جذوعها أو جذورا، وجعلوا الأصول المهمة أوراقا تتساقط مع الرياح!. وشرف الإسلام أنه يبني النفس على قاعدة «قد أفلح من زكاها وقد خاب من دساها» وأنه يربط الاستخلاف في الأرض بمبدأ «الذين إن مكناهم في الأرض أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر ****وأنا أتوجه إلى أمراء الجماعات الدينية الأكارم، والى الأوصياء الكبار على تراث السلف أن يراجعوا أنفسهم كي يهتموا بأمرين: أولهما: زيادة التدبر لآيات القرآن الكريم. وآخرهما: توثيق الروابط بين الأحاديث الشريفة ودلالات القرآن القريبة والبعيدة، فلن تقوم دراسة إسلامية مكتملة ومجدية إلا بالأمرين معا..

بصوت 17 قارئ

الاثنين، 27 أغسطس 2007

القرضاوي يطمئن محبيه ويغادر المستشفى اليوم

تاريخ النشر: الإثنين 27 أغسطس 2007

ا

طفل يشير بإصبعه إلى ملصق خاص بالعلامة القرضاوي فى ملتقاه
لجزائر- عبد الرحمن أبو رومي/ 26-8-2007

الجزائر- أكد العلامة الشيخ يوسف القرضاوي أنه سيغادر المستشفى العسكري في عين النعجة بالجزائر اليوم الأحد بعد خضوعه للعلاج إثر إصابته بوعكة صحية بسيطة.

وأضاف الشيخ في اتصال هاتفي مع صحيفة "الشرق اليومي" الجزائرية أنه ساءه مبالغتها في وصف حالته الصحية، وتصويرها بأنها حرجة للغاية، وأنه تحت العناية المركزة، وقال: "كل هذا عارٍ من الصحة كما أنه يقلق كثيرا من الناس ويتسبب في إزعاجهم بدون مبرر".

وأردف معاتبا: "كنت أحب لصحيفة مثل (الشروق اليومي) أن تتحرى الحقيقة، وتأخذها من مصادرها وهي متوافرة

وبين الشيخ القرضاوي، رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، أن نقله إلى المستشفى كان بسبب "وعكة شخصت على أنها بداية قرحة، وتم علاجها دون اللجوء إلى عملية جراحية".

وأرسل القرضاوي إشارات طمأنة وشكر لكل محبيه قائلا: "أطمئن كل الذين أقلقهم الخبر داخل العالم الإسلامي وخارجه أني بخير وعافية بعد العلاج الذي تلقيته من الأطباء، وقد أصبحت في حالة طيبة".

وكان الشيخ قد دخل المستشفى قبل ثلاثة أيام أثناء تواجده في زيارة خاصة بالجزائر. ومن المقرر أن يعود إلى مصر نهاية هذا الشهر لقضاء بضعة أيام قبل العودة إلى مقر إقامته الدائم بالعاصمة القطرية الدوحة، بحسب مصادر جزائرية.

منارة العالم الإسلامي

وفي الوقت الذي حرصت فيه إدارة المستشفى على منع الاتصال المباشر بالشيخ القرضاوي أو زيارته لتوفير أجواء الراحة له، أعربت شخصيات إسلامية بارزة وكثير من الجزائريين عن أمنياتهم بالشفاء العاجل للشيخ الذي يعد "منارة من منارات العالم الإسلامي".

وأبدى الشيخ عبد الرحمن شيبان، رئيس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين، انشغاله العميق بالوضع الصحي للشيخ القرضاوي، متمنيا له الشفاء العاجل.

وقال شيبان لـ"إسلام أون لاين. نت": "الشيخ القرضاوي من أبرز أعلام الأمة الإسلامية، وله فضل كبير على الإسلام والمسلمين بإسهاماته الدعوية".

وبدوره، قال الدكتور عبد الرزاق مقري، نائب رئيس حزب حركة مجتمع السلم (حمس)، رئيس مجلس إدارة مؤسسة القدس العالمية (فرع الجزائر): "للشيخ القرضاوي مكانة خاصة في قلب الأمة الإسلامية، لذلك فإن خبر مرضه يبعث في نفوسنا الحزن والألم، ولا يسعنا إلا الدعاء له".

وسأل فاتح ربيعي، رئيس حركة النهضة، الله تعالى أن يعجل بشفاء الشيخ، وأن يطيل في عمره، "فالرجل منارة من منارات العالم الإسلامي".

وتابع: "تواجده بيننا يساهم في الدفاع عن قضايا الأمة ورفع هممها، فهو عالم رباني جمع بين العلم والعمل وفقه الشرع والواقع، ويمثل فكرا وسطيا معتدلا".

وأعرب أبو أيوب يحيى بوعراب، الداعية السلفي المعروف بالجزائر، عن حزنه لمرض الشيخ: "أتمنى للشيخ الجليل الشفاء العاجل، والتمتع بالعافية، وأن ينفعنا الله بعلمه، ويعيده للأمة سالما".

عالم العصر

وعلى الصعيد الشعبي، قال محمد، مدير مكتبة "العالمية" الدينية بالعاصمة، إنه تلقى الخبر بقلق بالغ، داعيا الله أن يمد في عمر الشيخ الذي وصفه بأنه "عالم العصر، لطريقته المثلى في الدعوة، وعدم تشدده في سائر القضايا المطروحة على الساحة الإسلامية".

إيمان، الطالبة بقسم الترجمة بالجامعة المركزية، قالت: إن خبر مرض الشيخ القرضاوي: "كان أول ما أثار انتباهي خلال تصفح "الشروق اليومي"، وأسأل المولى تبارك وتعالى أن يرزقه الشفاء العاجل.

وأردفت: "الأمة بحاجة إليه في زمن كثرت فيه الفتن، فالمسلمون بأمس الحاجة حاليا لمن يبصرهم بأمور دينهم ويرفع عنهم ظلمات الجهل".

أما رتيبة، ربة منزل، فلفتت إلى أنها تعرفت على شخصية الشيخ القرضاوي من خلال برنامج "الشريعة والحياة" الذي تبثه قناة "الجزيرة" الفضائية، مضيفة: "لا يسعني إلا أن أتضرع لله أن يشفي الشيخ ويرزقه السلامة. قلوب الجزائريين مع الشيخ وتتمنى له الشفاء".

اهتمام بوتفليقة

ولمكانة الشيخ القرضاوي في قلوب المسلمين، أولاه الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة، اهتماما خاصا، إذ يشرف على علاجه الفريق الطبي الخاص بالرئيس، والذي يضم شقيقه مصطفى.

وذكرت "الشرق اليومي" أن الرئيس بوتفليقة يتابع شخصيا وباهتمام بالغ حالة الشيخ الصحية منذ الدقائق الأولى لدخوله المستشفى.

ويعد الشيخ القرضاوي من أبرز دعاة الوسطية الإسلامية التي تجمع بين السلفية والتجديد، وتمزج بين الفكر والحركة، وتركز على فقه السنن، وفقه المقاصد، وفقه الأولويات، حيث عرف بمنهجه الذي يتميز بالرؤية الشاملة المتوازنة والمستنيرة، والتي تقوم على التيسير في الفتوى، والتبشير في الدعوة، وعلى الموازنة بين ثوابت الشرع ومتغيرات العصر.

وحصل القرضاوي (81 عاما) على عضوية عدد من المجامع والمؤسسات العلمية والدعوية والعربية والإسلامية والعالمية، منها: المجمع الفقهي لرابطة العالم الإسلامية بمكة، والمجمع الملكي لبحوث الحضارة الإسلامية بالأردن، ومركز الدراسات الإسلامية بأكسفورد، فضلا عن رئاسته للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين.

كما نال العديد من التقديرات، حيث حصل على جائزة البنك الإسلامي للتنمية في الاقتصاد الإسلامي، كما حصل على جائزة الملك فيصل العالمية في الدراسات الإسلامية، وجائزة العطاء العلمي المتميز من رئيس الجامعة الإسلامية العالمية بماليزيا لعام 1996

ليست هناك تعليقات: