لقد نجح بعض الفتيان في قلب شجرة التعاليم الإسلامية فجعلوا الفروع الخفيفة جذوعها أو جذورا، وجعلوا الأصول المهمة أوراقا تتساقط مع الرياح!. وشرف الإسلام أنه يبني النفس على قاعدة «قد أفلح من زكاها وقد خاب من دساها» وأنه يربط الاستخلاف في الأرض بمبدأ «الذين إن مكناهم في الأرض أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر ****وأنا أتوجه إلى أمراء الجماعات الدينية الأكارم، والى الأوصياء الكبار على تراث السلف أن يراجعوا أنفسهم كي يهتموا بأمرين: أولهما: زيادة التدبر لآيات القرآن الكريم. وآخرهما: توثيق الروابط بين الأحاديث الشريفة ودلالات القرآن القريبة والبعيدة، فلن تقوم دراسة إسلامية مكتملة ومجدية إلا بالأمرين معا..

بصوت 17 قارئ

الاثنين، 7 مايو 2007

محاولة المئات من بدو سيناء اللجوء إلى إسرائيل

هتاف يتردد بالعربية: نريد اللجوء لإسرائيل!

حمدي الحسيني



Image
معاملة الأمن دفعت البدو إلى طلب اللجوء لإسرائيل
لم تكن محاولة المئات من بدو سيناء اللجوء إلى إسرائيل، احتجاجًا على تعامل السلطات المصرية معهم، الوحيدة من نوعها؛ إذ تعددت في السنوات القليلة الماضية حالات مماثلة حاول فيها عرب من جنسيات مختلفة اللجوء للكيان الإسرائيلي هربًا من أوضاع داخلية.

ومنذ 4 أيام فقط، تجمع المئات من أبناء قبيلتي السواركة والمنايعة وقبائل بدوية أخرى بسيناء، عند خط الحدود الدولية، محاولين عبور الأراضي المصرية إلى الجانب الإسرائيلي، بعد مقتل اثنين من أبناء السواركة برصاص الشرطة، قبل أن تتوصل القبيلتان الأحد 29-3-2007 لاتفاق مع أجهزة الأمن

لفض تجمعهم، بحسب مصادر رسمية مصرية.

وتحت عنوان "بدو سيناء هتفوا: نريد أن نصبح لاجئين في إسرائيل"، قالت صحيفة "هاآرتس" الإسرائيلية الأحد: "إن المتظاهرين دعوا جنود الجيش الإسرائيلي إلى السماح لهم بدخول إسرائيل كلاجئين أو نقلهم كلاجئين لدولة ثالثة".

إحراج القاهرة

وتزامن هذا التحرك الاحتجاجي لعدد من أهالي سيناء مع الاحتفالات المصرية بذكرى تحرير سيناء من الاحتلال الإسرائيلي.

وسبق أن نجحت مجموعة من بدو سيناء، ينتمون لقبيلة العزازمة في مارس 1999، في الوصول بمتاعهم إلى إسرائيل، حيث طلبوا اللجوء السياسي؛ لوجود خلاف مع أبناء قبيلة أخرى تسمى "التياها" قالوا إنها مقربة من الأمن وتعتدي عليهم.

وتتهم الشرطة المصرية عادة بعض أهالي سيناء بالضلوع في تهريب السلاح والبشر لإسرائيل عبر الحدود الدولية مع مصر.

كما تبنى تنظيم "التوحيد والجهاد" الذي يضم مجموعة من أهالي سيناء، سلسلة تفجيرات بسيناء بدأت يوم 7-10-2004 بمنتجع طابا قرب الحدود مع إسرائيل، ثم يوم 23-7-2005 بمنتجع شرم الشيخ، وبعدها تفجيرات مدينة دهب يوم 24-4-2006.

وقبل أيام من محاولة بعض أبناء السواركة والمنايعة دخول إسرائيل، نسبت التحقيقات اعترافات للمهندس المصري، محمد صابر، المتهم بالتجسس لصالح إسرائيل، أكد فيها سعيه للعيش في إسرائيل بأي ثمن.

وفي شهر مارس الماضي، نشرت صحف مصرية عريضة وقع عليها عشرات المعتقلين على خلفية تفجيرات الأزهر بقلب القاهرة عام 2005، طالبوا فيها بإسقاط الجنسية المصرية عنهم، ومنحهم حق اللجوء لإسرائيل؛ نظرًا للمعاملة السيئة والتعذيب الذي يتعرضون له في محبسهم، على حد قولهم.

لاجئو دارفور

حتى لاجئو إقليم دارفور السوداني الذين يعانون من أوضاع إنسانية صعبة بسبب الصراعات المسلحة، رأوا أيضًا في إسرائيل "ملاذًا آمنًا" بعد أن تعذَّر عليهم الاستقرار والحياة بشكل مرض في مصر.

وتحت عنوان: "اللاجئون من دارفور: حياتنا في مصر في خطر"، أشارت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية يوم 27 إبريل الجاري إلى ارتفاع عدد اللاجئين السودانيين الذين ينحدر معظمهم من إقليم دارفور المضطرب، في إسرائيل، فيما تستبعد السلطات الكثير منهم يوميًّا إلى مصر.

وذكر التقرير، نقلاً عن أحد جنود قوات حرس الحدود الإسرائيلية، أنه يتم بصورة شبه يومية استبعاد الكثير من المتسللين السودانيين عبر الحدود المصرية - الإسرائيلية، وردهم لمصر دون تنسيق مع الجانب المصري.

وقالت "يديعوت أحرونوت": إن إسرائيل تحتفظ فقط في الوقت الراهن بـ30 لاجئًا سودانيًّا، بينهم أطفال ونساء، جاءوا عبر الحدود المصرية.

ويدور جدل بوسائل الإعلام الإسرائيلية حول لاجئي دارفور، غير أن التوجُّه الغالب في تعليقات المحللين والخبراء يرى أن على إسرائيل قبول المزيد منهم، باعتبار ذلك "أفضل فرصة لتجميل وجه إسرائيل السيئ عالميًّا"، خاصة بعد ما شاب صورتها من ضرر على خلفية انتهاكاتها الصارخة ضد المدنيين خلال حرب لبنان في يوليو وأغسطس الماضيين.

العراقيون في القائمة

وبجانب المصريين والسودانيين، تضم قائمة المواطنين العرب الذين يحاولون اللجوء لإسرائيل عراقيين يبحثون أيضًا عن ملاذ هربًا من الجحيم اليومي الذي تشهده بلادهم.

وبعد بضعة أشهر على الاحتلال الأمريكي للعراق عام 2003، بدأت الصحف الإسرائيلية تتحدث من وقت لآخر عن عراقيين تقدموا بطلبات لجوء لإسرائيل هربا من الجحيم الذي تشهده بلادهم.

وقبل عامين نشرت "يديعوت أحرونوت" قصة مهندس عراقي من محافظة الأنبار شمال بغداد يدعي "ع. العلوسي"، قالت: إنه نجح في الهرب من نظام صدام حسين، وعاش بمدينة هرتسليا الإسرائيلية، ولم يَعُد لبغداد سوى بعد عام من سقوط نظام صدام.

وفي صيف 1999، اعتقلت أجهزة الأمن الإسرائيلية 28 عراقيًّا زعموا ملاحقتهم من جانب نظام صدام حسين، لكن سلطات الأمن أعادتهم إلى الأردن من حيث جاءوا، إلا اثنين أعلنا زواجهما من فلسطينيتين داخل الخط الأخضر، وما زالا يقيمان بإسرائيل.

ضياع الانتماء

وبحسب إحصاءات مكتب الأمم المتحدة في تل أبيب، فإن إسرائيل هي الدولة الأقل منحاً لحق اللجوء السياسي. وسبق في عام 2003 أن منحت حق اللجوء لـ13 شخصًا فقط، مقابل 12 في العام التالي. وشكّل هؤلاء نسبة 1.5% من عدد الطلبات المقدمة في 2004 وكان معظمها من دول إفريقيا، وبينهم 98 من السودان، وبضعة أشخاص من مصر.

ويدعو أحمد المجذوب الخبير بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية إلى "رصد أسباب هذه الظاهرة المثيرة للجدل؛ إذ إن اللجوء إلى العدو يمكن أن يمثل تهديدًا للحكومات العربية". واعتبر أن هذه الظاهرة تحمل أكثر من دلالة منها "فقدان الانتماء نتيجة الوقوع تحت ضغوط شديدة، وتراجع أهمية القضية الفلسطينية بين بعض أبناء الدول العربية، بجانب قدرة إسرائيل على الترويج لنفسها كدولة متقدمة تحترم حقوق الإنسان، في الوقت الذي لا تسعى فيه بجدية الحكومات العربية لتحسين أوضاع حقوق الإنسان في بلدانها".

شارك في الإعداد: أحمد الغري

ليست هناك تعليقات: