لقد نجح بعض الفتيان في قلب شجرة التعاليم الإسلامية فجعلوا الفروع الخفيفة جذوعها أو جذورا، وجعلوا الأصول المهمة أوراقا تتساقط مع الرياح!. وشرف الإسلام أنه يبني النفس على قاعدة «قد أفلح من زكاها وقد خاب من دساها» وأنه يربط الاستخلاف في الأرض بمبدأ «الذين إن مكناهم في الأرض أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر ****وأنا أتوجه إلى أمراء الجماعات الدينية الأكارم، والى الأوصياء الكبار على تراث السلف أن يراجعوا أنفسهم كي يهتموا بأمرين: أولهما: زيادة التدبر لآيات القرآن الكريم. وآخرهما: توثيق الروابط بين الأحاديث الشريفة ودلالات القرآن القريبة والبعيدة، فلن تقوم دراسة إسلامية مكتملة ومجدية إلا بالأمرين معا..

بصوت 17 قارئ

الاثنين، 16 يوليو 2007

إنجازاتكم شاهدة على عاركم يا ساركوزي




إنجازاتكم شاهدة على عاركم يا ساركوزي

حاوره: سمير حميطوش

اعتبر الدكتور محمد القورصو، أن الإنجازات الاستعمارية التي يفتخر بها ساركوزي اليوم، هي شاهد على ''عار'' فرنسا في الجزائر، ودعا رئيس جمعية 8 ماي، السياسيين الجزائريين، إلى صرف النظر عن معاهدة الصداقة والعمل على إنشاء وتقوية ''لوبي'' مؤيد للجزائر في فرنسا.


أصبح ساركوزي رئيسا للجمهورية الفرنسية، كيف ترى مستقبل اتفاقية الصداقة الجزائرية - الفرنسية؟

أولا، بالنسبة لموضوع اتفاقية الصداقة بين الجزائر وفرنسا أو بين فرنسا والجزائر، لست أدري، في رأيي هذه الاتفاقية أصبحت منسية، رغم أن البعض يحاول التشبث بها، لكنني أعتقد انه بعد المواقف الفرنسية المصرة على تجاوز التاريخ والإساءة إليه، أعتقد أن هذه الاتفاقية تجاوزها الزمن...

ساركوزي قال في آخر خطاب ألقاه بنواحي مونبوليي في 3 ماي الماضي، ''أدعوا الطفل الجزائري الى مد يده الى الطفل الفرنسي''.. أليست هذه دعوة صريحة إلى المصالحة؟

هذه دعوة معكوسة، المهم في منبوليي أن قال ساركوزي ثلاثة أشياء، قال: أدعو الطفل الفلسطيني إلى أن يضع يده في يد الطفل اليهودي، وقال: أدعو الطفل الجزائري إلى أن يمد يده إلى الطفل الفرنسي، وأنا عندي سؤال بسيط: لماذا لم يقل العكس؟ لماذا ليس الطفل اليهودي هو الذي يمد يده إلى الطفل الفلسطيني، ولماذا ليس الطفل الفرنسي هو الذي يمد يده إلى الطفل الجزائري؟ هذا وان كان ذكاء في الخطاب السياسي، ولكنه خطاب معكوس يحول الضحية الى جلاد، الطفل الفلسطيني المحاصر من طرف أوروبا والذي يقف أعزلا إلا من حجارته في وجه الدبابات الإسرائيلية، هذا الطفل يصبح هو الجاني وهو المجرم، أليس هذا دليلا على تشبع الرجل بالفكر الصهيوني؟ وهناك شيئ ثالث قاله وعمله ساركوزي في منبوليي، هذه المدينة الشهيرة عند المسيحيين، فهي المدينة التي انطلقت منها الجيوش التي شنت الحرب الصليبية على عالمنا الإسلامي، ساركوزي تحدث بإعجاب عن موقف رجال الدين في المنطقة، الذي كانوا محرضين وجنودا في الحملة الصليبية.

وفي حوار مع ''الجزائر نيوز''، تحدث عن إنجازات قدمتها فرنسا الاستعمارية للجزائر، شقت الطرقات.. بنت المستشفيات... ألا تعتقد أن فرنسا باستعمارها قدمت لنا شيئا؟

أقامت فرنسا الاستعمارية منجزات رائعة شقت الطرقات وبنت المستشفيات وبنت مدنا جميلة جدا وشوارع العاصمة وحدائقها الجملية.. لكن الذي لم يقله ساركوزي وأمثاله، أن هذه المنجزات لم تكن لصالح الجزائريين، نعم، هذه المنجزات كانت ممنوعة على العرب.. أما استفادة الجزائريين من هذه المنجزات، فقد قالها بصراحة واحد من المعمريين، الذين كانوا يشرفون على إرغام الجزائريين على تجفيف مستنقعات المتيجة، قال بصراحة ''إننا نقدم خدمة للمستعمرة من خلال العمل على تجفيف المستعمرة من الجزائريين.. من خلال استغلالهم في الأعمال الشاقة وتجفيف المستنقعات''.. ما هو عدد الجزائريين الذين استشهدوا وهم يشقون الطرقات ويجففون مستنقعات المتيجة؟ لا نعرفهم، الآن بعض الفرنسيين بدأوا يتكلمون عن الموضوع، ونحن يجب ان نشكر أوليفي لوكور على عمله من الباب العلمي، حيث كشف بعض هذه الأمور، لأن الفرنسيين يحق لهم الاطلاع على وثائق الأرشيف، أما نحن فلا يحق لنا ذلك...

والجزائريون لم يكونوا فقط هم اليد العاملة التي أنجزت وشيدت هذه الأشياء الجميلة، التي حرموا منها فقط، وإنما شغلوا من أجل أن يصابوا بالأمراض المعدية ويبادوا.. وبالتالي، أنا اقول لساركوزي والذين يرددون مثل هذا الكلام، أقول لهم اقرؤوا تاريخكم قبل أن تتكلموا.. أما بالنسبة للجزائريين الذين سمعوا هذا الكلام، فعليهم أن يعلموا أن الفرنسيين شيدوا هذه المنجزات لأنهم كانوا يظنون ويعملون لأن يخلدوا هنا ويحولوا الجزائر الى قطعة من فرنسا، ولكن عجلة التاريخ فاجأتهم بمواقف الجزائريين التي كانت آخرها الثورة التحريرية، وهذا الكلام عن التضحيات التي بذلوها هو مجرد افتراء وأكذوبة تاريخية·

لماذا ترعرعت هذه الثقافة؟

المدرسة الفرنسية كرست هذا الأمر، ولقنت للأجيال بأن دور أجدادهم في المستعمرات كان إيجابيا، إلا أن صدور قانون فيفري 2005 مكن المجتمع الفرنسي من اكتشاف شيء آخر، اكتشفوا أن مظاهرات 17 أكتوبر كانت جريمة ومجزرة بأتم معنى الكلمة، وقد صدرت كتب وأفلام وثائقية في الموضوع.. اكتشفوا ان في 8 ماي ,45 كانت افراح في باريس وفي نفس الوقت كانت هناك مجازر في الجزائر، في فرنسا الآن إعادة نظر في التاريخ.. وهناك دور تلعبه الأجيال الجديدة من المهاجريين الجزائريين الموجودين في فرنسا، هذه الأجيال خرجت من التخدير الثقافي، ورغم سلبيته، فيلم ''الأنديجان'' جعل الكثيرين يستفيقون، والجمعية على اتصال مع عدد من هؤلاء من بينهم مخرجة سينمائية تضبط الآن فيلما حول 8 ماي في خراطة وسطيف.

المدرسة الفرنسية علمت الفرنسيين شيئا خاطئا، والرئيس ساركوزي معتز بهذا الخطأ، ما العمل؟

يجب العمل على توعية المهاجريين الجزائريين والاستفادة من الدراسات التاريخية للفرنسيين الذين يسمح لهم بالاطلاع على الأرشيف، وأن نقترب من الفرنسيين المنصفين والذين يميلون إلى طروحاتنا، من كسبهم لأنهم يمثلون ضغطا على النظام الفرنسي، وعلينا أن نطور مفهومنا لـ''اللوبي''.. انظر مثلا، لا يوجد الآن لليهود مرشح أو مسؤول يميني أو يساري، إلا له مستشارون يهود، ونحن لنا إمكانيات الاستثمار في أبنائنا الذين هاجروا في سنوات المأساة الوطنية، والاستفادة من هؤلاء الذين يؤيدونن

ليست هناك تعليقات: